«العمال الكردستاني» يغادر سنجار لتجنب عملية تركية
أكد مسؤول حكومي عراقي في بغداد، الجمعة، بدء انسحاب المئات من مسلحي حزب «العمال الكردستاني» من مدينة سنجار (80 كلم غرب الموصل)، بناء على طلب من الحكومة العراقية؛ لتجنب أي تدخل عسكري تركي يستهدف المنطقة.
ونقلت مواقع اخبارية عن موظف رفيع في مكتب رئيس الوزراء العراقي، «حيدر العبادي» (لم يذكر اسمه) تأكيده انتقال مسلحي حزب العمال الكردستاني إلى جبال قنديل العراقية ضمن إقليم كردستان العراق، الواقعة على الحدود بين إيران وتركيا والعراق.
يأتي هذا التطور بعد بيان رسمي أصدرته رئاسة حزب «العمال الكردستاني»، الجمعة، أكدت فيه أن قواتها باشرت الانسحاب من مدينة سنجار بشكل كامل، وبررت ذلك بـ«ترسيخ الأمن والاستقرار بالمدينة».
واعتبر البيان أن «الإيزيديين نظموا أنفسهم خلال السنوات الأربع التي تلت تحرير سنجار من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، وأنهم باتوا قادرين على حماية أنفسهم»، مشيرا إلى أن «مقاتلي حزب العمال قاموا بواجبهم في سنجار، وسينسحبون منها بالكامل بطلب من الإيزيديين والحكومة العراقية».
وقال المسؤول العراقي إن «وفدا عسكريا أنهى زيارة له إلى المدينة، والتقى قيادات الحزب وطالبهم بالانسحاب».
وأوضح أن «الطلب العراقي وضعهم أمام خيار الانسحاب طوعا أو إجبارهم على ذلك من قبل الجيش العراقي؛ تجنبا لسيناريو أكثر سوءا، وهو هجوم الجيش التركي».
وكشف المتحدث ذاته عن «تفكيك الحزب لمقراته في قرية خانصور وسردم أولى القرى، ضمن مدينة سنجار في محافظة نينوى».
وحول وجهة أفراد الحزب، قال: «أعتقد أنهم اتجهوا غربا نحو دهوك، حيث جبال قنديل، معقلهم التقليدي، على الحدود مع إيران، وقسم منهم دخل إلى الحسكة السورية».
والإثنين الماضي، هدد الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان» بالهجوم على قضاء سنجار بمحافظة نينوى، غربي الموصل، إن لم تقم الحكومة العراقية بإخراج عناصر حزب «العمال الكردستاني» منه.
وحملت النائبة في البرلمان العراقي، «فيان دخيل»، في وقت سابق، الخميس، بغداد وحكومة إقليم كردستان المسؤولية في حال لم تتداركا الوضع في سنجار، مؤكدة أن «العشرات من العوائل باشرت النزوح مرة أخرى خوفا من عملية تركية مرتقبة».
وبشأن هذه التطورات، قال الخبير بالشأن الكردي العراقي، «هيمن رشيد»، للموقع ذاته، إن «الانسحاب اليوم يعتبر بمثابة وقف قرع طبول الحرب في سنجار، ووفر على الأتراك عملية كانوا مضطرين لها، فيما نجحت بغداد في طرد الكردستاني بدون قتال».
وأضاف «رشيد»: «تبقى الآن جبال قنديل والمناطق العراقية في الإقليم الحدودي مع تركيا، مثل سوران وسيدكان، وغيرها»، متسائلا: «هل ستكون هناك عملية تركية فيها أم لا؟».
وأشار إلى أن «مطالبة بغداد للعمال الكردستاني بالمغادرة تعني عمليا تسليم أنفسهم للجيش التركي؛ فاحتمالات أن يتجهوا إلى الشمال الشرقي نحو إيران ضعيفة اليوم، بسبب العلاقات الجيدة بين طهران وأنقرة حاليا».