أسماء المرشحين تغزو صفحات التواصل وتطال "العتبة العلوية"!

شهدت الايام الماضية، حراكا سياسية على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يعتبر ظاهرة، تمثلت بتغيير أسماء صفحات أنشأت سابقا ومن بينها صفحات مختصة بالسخرية أو ما يعرف في الشارع العراق بـ "التحشيش" الى اسماء سياسيين وكيانات انتخابية، فضلا عن صفحات أخرى انشأت حديثا وبدعم مالي كبير، اثارت انزعاج بعض مستخدمي مواقع التواصل.
وأطلق ناشطون في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وسما تحت عنوان "شفتك سمير"، يختص باستعراض الصفحات التي يتم تغيير اسماءها والتي غالبا ما تكون من الصفحات التي تحظى بمتابعات واعجابات عالية.
وتترقب البلاد موعد الانتخابات البرلمانية الذي بدأ العد التنازلي له، والمقرر في الثاني عشر من ايار المقبل، فيما لا يزال المشهد العراقي الشعبي منقسما بين داع الى مشاركة فاعلة فيها لضمان مستقبل أفضل بعد 14 عاما من "الفشل" بحسبهم، وبين مؤيد لمقاطعتها والترويج لذلك للفت نظر المجتمع الدولي الى الخروقات التي تنطوي عليها العملية الانتخابية، ومن بينها "فساد" مفوضية الانتخابات، وهو ما يحول دون أي تغيير ممكن.
حملة مبكرة.. لكن بـ"التفاطين"
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات حددت في شباط الماضي، العاشر من نيسان موعدا لبدء الحملات الانتخابية في الشوارع العراقية، الا أن ذلك لم يمنع بعض المرشحين من بدء حملته باكرا، وسط دعوات سياسية الى اتخاذ مواقف حازمة من مثل تلك المخالفات.
لكن سلطة المفوضية لا يمكن أن تطال صفحات المواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت سلاحا مهما ورقما صعبا للوصول الى قاعدة عريضة من المواطنين العراقيين، مادفع المرشحين الى تأسيس صفحات أو حتى تجنيد "جيوش الكترونية" للترويج لهم وكياناتهم وتسقيط الخصوم.
ويرى مختصون في مواقع التواصل الاجتماعي، إن "تلك الرغبة اصطدمت بقوانين مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تتيح للصفحات الحديثة الوصول الى اعداد كبيرة من المستخدمين حتى وان انفقوا مبالغ كبيرة للترويج"، مشيرين الى أن ذلك جعلهم "يلجأون الى شراء صفحات تحظى باعداد كبيرة من المتابعين والاعجابات، وتغيير أسماءها".
وبحسب المختصين، فأن "بعض اصحاب تلك الصفحات هم من يبادرون الى عرضها للبيع خلال الموسم الانتخابي لتحقيق ارباح مادية جيدة، لقاء أشهر من التفاعل والترويج لكسب المتابعين"، لافتين الى أن "التحديثات التي طرأت على مواقع التواصل باتت تتيح للمستخدمين معرفة الصفحات التي يتم تغيير اسماءها من خلال اشعارات لمن سجل اعجابا بها، وهو ما لم يكن ممكنا سابقا".
#شفتك_سمير  
ناشطون وصفحات مهمة من بينها "التقنية من أجل السلام"، وثقوا الصفحات التي تغيرت عناوينها، والتي كان بعضها غريبا كـ "حبي أدخن؟" والتي تحولت فيما بعد الى اسماء أحد المرشحين وغيرها.
ولم تسلم حتى "العتبة العلوية" من الغزو السياسي لصفحات التواصل حيث وثق الوسم تغيير اسم "صفحة العتبة العلوية" الى "علي مجيد"، وهو ما تناوله ناشطوا مواقع التواصل بشيء من السخرية والتندر.
من جانب اخر عبر مستخدون لمواقع التواصل عن انزعاجهم، لكثرة الاعلانات الممولة التي تظهر لهم، على الرغم من عدم تسجيل اعجابهم بها، فيما لجأ بعضهم الى حظر كل ما يمت الى شخصيات المرشحة للانتخابات القادمة.
وفيما يلي بعض الصور التي وثقت تحت الوسم المذكور: 

 وكان قد صدر في 22 كانون الثاني الماضي مرسوم جمهوري بتحديد موعد الانتخابات في العراق يوم 12 ايار القادم، فيما أعلن البرلمان العراقي موافقته على إجراء الانتخابات البرلمانية في ذلك الموعد، بعد جدل وانسحابات متتالية، حاسماً الجدل بشأن التأجيل