تحليل إسرائيليّ: نتنياهو يدفع ترامب لإثارة أزمةٍ حادّةٍ مع إيران وإشعال الأرض المُحتلّة
رأى المُحلّل السياسيّ في صحيفة (هآرتس) العبريّة، حيمي شاليف، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، أنّ وضع مصير الدولة العبريّة بين أيدي الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، يُطلق تحذيرًا خطيرًا للأمن القومي الإسرائيليّ، لافتًا إلى أنّ نتنياهو يعتقد أنّها فكرة جيّدة أنْ يدفع ترامب إلى إثارة أزمةٍ حادّةٍ في الشرق الأوسط مع إيران، بالتزامن بالمخاطرة بإشعال الأراضي المحتلة بنقل سفارة واشنطن إلى القدس، في وقتٍ يتورّط فيه الرئيس الأمريكيّ، المتقلّب والمزاجيّ، في مواجهات مع كوريا الشمالية وسوريّة وروسيا، بالإضافة إلى أنّ أن رئاسته تتجّه نحو اضطرابٍ سياسيٍّ ودستوريٍّ غير مسبوق.
وتابع المُحلّل الإسرائيليّ، الذي شغل منصب مُراسل الصحيفة العبريّة عدّة سنواتٍ في واشنطن، تابع أنّ الجنرال الأمريكيّ المتقاعد باري ماكفري قد وصف ترامب بأنّه “تهديد خطير للأمن القومي الأمريكيّ”، كما أنّ مدير (CIA) الأسبق جون برينان ، الذي كان مستشارًا للرئيس باراك أوباما لمكافحة الإرهاب، غردّ على تويتر عن ترامب: “عندما يصبح المدى الكامل لسلوكك، وفسادك الأخلاقيّ، وفسادك السياسيّ معروفًا ، فإنّك ستأخذ مكانك الشرعي كديماغوغي مشين في مزبلة التاريخ”.
ولفت شاليف إلى أنّ ترامب كان قد أثار غضب الكثير من الشخصيات البارزة في المجتمع القانوني والاستخباراتي الأمريكي، في أعقاب إقالة مدير (FBI) أندرو ماكاب، الذي تمّ التعامل معه بطريقة لا يمكن وصفها إلّا بأنّها سادية، واستند المدعي العام جيف سيسيز إلى الفصل في تقريرٍ داخليٍّ اتهّم مكابي بالكذب تحت القسم بشأن الاتصالات التي كان يفترض أنّه سمح بها مع الصحافة، لكن طرد مكابي بعد 21 سنة من الخدمة، قبل يومين من حصوله على تقاعده القانوني، وحرمانه من راتب التقاعد شكّل صعقة من الانتقام السياسيّ والثأر الشخصيّ الرخيص، وكان ترامب وصف الإطاحة بمكابي بأنّه يوم عظيم للديمقراطيّة.
وبرأي المُحلّل الإسرائيليّ كان ترامب يقصد بإقالة ماكابي الوحشيّة توجيه رسالة إلى المحققين والمحامين الحكوميين الآخرين مفادها أنّهم عرضة لمقابلة مصير مماثل إذا استمروا في التحقيق وتجريم الرئيس، واشتدت حاجة ترامب إلى مثل إلى مثل هذا التحذير الشديد في الأيام الأخيرة بعد أنْ تمّ الكشف عن أنّ المستشار الخاص روبرت مولير قد أمر بإحضار وثائق من شركات ترامب وسجلات مالية حول تعاملاتها مع روسيا وربما مع كيانات أجنبيّة أخرى.
وشدّدّ المُحلّل شاليف على أنّ هجوم ترامب على محققيه، وكذلك الهجمات المماثلة التي يقوم بها نتنياهو في إسرائيل، بصمت مخجل من قبل أعضاء حزبه، يتم إجراؤه بالتزامن مع التطهير المستمر لأمناء حكومته ومستشاريه ، والذي كان ملطخًا أيضًا في نهاية الأسبوع، بالقسوة غير المبررة، كما لو أنّ ريكس تيلرسون لم يتعرض للإذلال بما يكفي بسبب إقالته الخاطئة الأسبوع الماضي.
وتابع المُحلّل قائلاً إنّ الوقاحة بلغت بجون كيلي، رئيس هيئة أركان ترامب، أنْ يظن أنّه من المُناسب إبلاغ المُراسلين بأنّ وزير الخارجية قد تلقّى خبر رحيله الوشيك أثناء تواجده في المرحاض.
من جهة أخرى إذا كان صحيحًا أن ترامب يعتزم استبدال ماكماستر بجون بولتون – الصبي الجديد، الصبي الصاخب والملصق من محبي الحرب اليمينيين في جميع أنحاء العالم – ربما لم يحن الوقت للبدء في التحقق من صلاحية الملاجئ، وليس فقط في طهران وبيونغ يانغ.
ولفت أيضًا إلى أنّ المُراقبين في واشنطن يعتقدون أنّ التحريض المتنامي في البيت الأبيض والحماسة التي يستبدل بها ترامب مستشاريه يمكن أنْ يُشكّلا نقطة تحول في سجلات إدارته، حيث يسعى الآن إلى إحاطة نفسه بشخصياتٍ تسمح له بالجري على هواه كما يشاء، قال شاليف.