"كنيسة القيامة مغلقة حتى يتراجع الاحتلال عن إجراءاته"
أكد رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، ديمتري دلياني، أن كنيسة القيامة ستبقى مغلقة بقرار رؤساء الكنائس حتى يعود الاحتلال عن إجراءاته ويسحب مشروع قانون تسهيل مصادرة العقارات الكنسية.
وتابع دلياني، أن "قرار رؤساء الكنائس في إغلاق كنيسة القيامة كان جماعيا، وهو ليس الإجراء الأول وإنما سبقه إجراءات أخرى جاءت بعد سلسلة زيارات عالمية لفضح ممارسات الاحتلال، على خلفية قانون الاحتلال الذي يسهل مصادرة العقارات الكنسية".
ولليوم الثاني على التوالي، أغلقت كنيسة القيامة، في البلدة القديمة بالقدس، أبوابها، احتجاجا على قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية فرض ضرائب على الممتلكات الكنسية في المدينة.
وفي تصريح، أوضح دلياني أنه "تم اتخاذ خطوات ميدانية على الأرض، عبر تنظيم مظاهرتين ضد الاحتلال وممارساته ضد الكنائس".
وتساءل: هل سنشهد مدًا شعبيًا للاحتجاج على غرار احتجاجات "بوابات الأقصى" (التي اندلعت إثر تثبيت أجهزة الاحتلال الأمنية كاميرات مراقبة وأجهزة للكشف عن المعادن عند بوابات البلدة القديمة في القدس، تموز/ يوليو الماضي)؟
ديمتري دلياني
دلياني: هذا المد الشعبي موجود، وكما قلت، نظمنا مظاهرتين في البلدة القديمة، وقرار الإغلاق يلاقي أصداء عالمية ومن الحكمة الانتظار يومين لفحص رد الفعل، ودراسة الخطوات القادمة.
لدينا مخطط لفعاليات ميدانية تنسق مع الكنائس، للوصول إلى الهدف الذي نسعى إليه، وهو أن تعود دولة الاحتلال عن قرار البلدية وسحب مشروع قانون تسهيل مصادرة أملاك الكنيسة، وأن تتوقف حكومة الاحتلال والعاملين لديها عن حملات التشويه ورؤساء الكنائس بشكل خاص.
وتساءل: تحدثت عن جولة عالمية، ماذا عن اجتماع مع سفراء الدول الغربية، هل اطلعتموهم على ما يجري؟
دلياني: هذه واحدة من النشاطات المخططة.
هناك اجتماع سيعقد مساء اليوم بين رؤساء الكنائس، التي اتخذت قرار إغلاق كنيسة القيامة، وذلك بغية بحث الخطوات القادمة، وننتظر لنرى إن كان رؤساء الكنائس سيقومون بهذه الخطوة بموجب قراراتهم. نحن نحاول أن ننسق بين النشاط الميداني على الأرض وبين رؤساء الكنيسة.
وتساءل: تدل التجربة أن العمل الميداني أجدى وأنفع، هل تخططون لذلك؟
دلياني: حاليا ليس هناك مظاهرات شعبية أمام الكنائس، نحن بالطبع كنا قد شاركنا في احتجاجات الأقصى، لكن القضية هنا تختلف، لأن الرئاسة الدينية ترى أن إبقاء الموضوع في الإطار الديني قد يحقق إنجازات أكثر.
بطاركة ورؤساء كنائس القدس يقفون أمام كنيسة القيامة المغلق
ورغم أنني لا أتفق معهم بالضرورة، إلا أنه علينا إعطاؤهم المجال، وتجميد أي عمل ميداني أمام الكنيسة على الأقل خلال الأيام الثلاثة القادمة، وأبلغناهم بهذه الرسالة أننا لن نقوم بشيء سوى اعتصام البعض والتطوع للشرح للسياح عن سبب إغلاق الكنيسة.
وتساءل: إذا بقي الحال على ما هو عليه حتى يوم الأحد المقبل، هل سيقام القداس في ساحة الكنيسة؟
دلياني: كمواطنين فلسطينيين أولا، بغض النظر عن كوننا مسيحيين أو مسلمين، سنقوم بسلسلة فعاليات شعبية أمام الكنيسة، ومنها الصلاة أيضا، ولن ننتظر حتى يوم الأحد القادم.
وتساءل: هل هناك تفاوض بين رؤساء الكنائس وبلدية الاحتلال؟
دلياني: أعلن بطريرك القدس أنه قطع أي تواصل مع بلدية الاحتلال، ولذا صرح رئيس بلدية الاحتلال أنه لا يستعدي أحدًا.
أما البطريركية فهي تواصل مقاطعة البلدية لمحاربتها الكنائس بمثل هذه الوقاحة، والجلوس والتفاوض لن يتم انطلاقا من الشروط التي تفرضها هي وهذا ما نرفضه، ولا حديث في ظل استمرار حجز الأملاك والحسابات البنكية في إطار حملة فرض الضرائب.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من السياح الأجانب وصلوا إلى كنيسة القيامة منذ صباح اليوم، واكتفوا بالتقاط الصور التذكارية أمام بوابتها وغادروا المكان.