تل أبيب: الصواريخ السوريّة مرّت فوق تل أبيب وحيفا
في خطوةٍ لافتةٍ للغاية، سمحت الرقابة العسكريّة في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، بعد مرور سبعة أيّام على إسقاط المُقاتلة الحربيّة فوق أراضي الدولة العبريّة، سمحت بنشر تفاصيل جديدةٍ حول حادثة إسقاط الدفاعات الجويّة السورية للطائرة الحربيّة “F16” التابعة لسلاح الجوّ الإسرائيليّ السبت الماضي، العاشر من شباط (فبراير).
ونقلت القناة العاشرة في التلفزيون العبريّ، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وعسكريّةٍ، وصفتها بالمُطلعّة جدًا، نقلت عنها قولها إنّ بعض الصواريخ السورية المضادّة للطائرات التي استهدفت طائرات الجيش الإسرائيليّ يوم السبت مرّت فوق مدينتي تل أبيب في مركز دولة الاحتلال، وحيفا، الواقعة في الشمال، مُشدّدّةً في الوقت عينه على أنّ الصواريخ السويّة، سقطت في البحر، موضحةً أنه لم يتمّ تفعيل أيّة صفارات إنذار حينها في تلك المناطق.
يُشار في هذا السياق، إلى أنّه بعد إسقاط المُقاتلة الإسرائيليّة قامت السلطات الإسرائيليّة بإغلاق مطار بن غوريون (اللد) الدوليّ، ومنعت الطائرات من الهبوط أوْ الإقلاع لعدّة ساعات، كما أصدرت الأوامر للطائرات القادمة إلى المطار بالانتظار في مطاراتٍ بديلةٍ حتى تتلقّى الأوامر بالسماح لها بالهبوط. ويُعتبر قرار إغلاق المطار الدوليّ الوحيد في إسرائيل خطوةً في غاية الأهميّة والخطورة.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت وسائل الإعلام العبريّة، طبعًا اعتمادًا واستنادًا على المصادر الإسرائيليّة الرسميّة، كشفت النقاب عن أنّ حديثًا يدور داخل قيادة القوات الجوية الحربية الإسرائيليّة حول أنّ سقوط المقاتلة الإسرائيلية كان فشلًا، وأضافت قائلةً إنّ المقاتلة من طراز F16 حديثة متطورّة ذكيّة أسقطها صاروخ سوريّ قديم وغبيّ عفا عليه الزمن، على حدّ وصفها.
وبحسب المصادر عينها، كما أفادت القناة العاشرة، فإنّه من المُقرّر أنْ يتّم تقديم تقرير التحقيق في هذه الحادثة إلى قائد القوات الجويّة، الجنرال عميكام نوركين، يوم الثلاثاء المقبل بعد عد الاعتراف بالفشل.
في سياق ذي صلةٍ، فاجأ الجيش الإسرائيلي الأوساط الإعلاميّة بإعلانه أنّ حزب الله وضع قيد التشغيل منظومات دفاع جويّ من بينها منظومة سام 5، وهي عبارة عن صاروخ أرض- جو مثبت، متوسط إلى بعيد المدى من صنعٍ روسيٍّ، قادر على اعتراض طائرات النقل والدوريات الجوية وطائرات التجسس، وذلك من دون إسقاط المقاتلات على حدّ قوله.
وجاء هذا الاعتراف، مع العلم أنّ إسرائيل لطالما أعلنت أنّها لن تسمح لحزب الله بامتلاك أسلحةٍ كاسرةٍ للتوازن تنقل إليها عن طريق سوريّة، وقد قام سلاحها الجوي في السنوات الماضية بالإغارة على أكثر من موقع عسكري على الأراضي السورية وقصف صواريخ إستراتيجية كان حزب الله يستعدّ لنقلها إلى لبنان، على حدّ زعم الإعلام العبريّ.
وفي هذا السياق، نقل موقع (WALLA) العبريّ عن مصادر عسكريّة إسرائيليّة قولها إنّ التكنولوجيا الجديدة التي باتت في حوزة حزب الله تعدّ تطورًا ملحوظًا في قدراته العسكرية، إذ أنّ بإمكان الرادار الموجود لديه المرافق لصاروخ سام 5، تشخيص الطائرات الحربيّة الإسرائيلية وتعقبها.
وتابع الموقع العبريّ قائلاً إنّ عملية التعقب في حدّ ذاتها تعدّ عملاً هجوميًا لأنّها تتعلق بالتحضير العملي لإطلاق الصواريخ واستهداف الطائرات. وأضافت المصادر عينها أنّ طياري سلاح الجو الإسرائيليّ، الذين اعتادوا التحليق فوق الأجواء اللبنانيّة من دون عوائق، باتوا يُواجهون في الأشهر الأخيرة تحدّياتٍ من نوعٍ جديدٍ، كما أكّدت.
كما لفتت المصادر، بحسب الموقع العبريّ، إلى أنّ المقاتلات الإسرائيليّة مزودّة بتجهيزات متطورة صنعت في إسرائيل، تسمح للطيار بتبيّن إذا كان الرادار المعادي مقفلاً تجاه طائرته وبأي مستوى. وفي مثل هذه الحالات، يفضّل الطيار تغيير مسار تحليقه، وخصوصًا عندما يكون الغرض من التحليق جمع معلومات استخبارية.
بيد أنّه، تابعت المصادر، وبسبب قدمه (صنع عام 1976) وعدم تزويده تاليًا بأجهزة رصدٍ حديثةٍ وافتقاره لسرعة مناورة تُجاري الطائرات المقاتلة الحديثة، فإنّ الإعلام الإسرائيليّ أكّد أنّ لا خطر على طائراته المقاتلة من هذا الصاروخ، غير أنّ الطائرات الأقّل سرعةّ، مثل طائرات الرادار (الأواكس)، وطائرات النقل، وحتى القاذفات الثقيلة سوف يشكل صاروخ سام 5، خطرًا أكيدًا عليها.
من ناحيته أكّد مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس)، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وعسكريّةٍ رفيعةٍ جدًا في تل أبيب، أكّد على أنّ حزب الله لا يمتلك طائرات أوْ دبابات، ولكن من كلّ زاويةٍ أخرى، أضاف، فإنّ قدراته المُحسّنة، تجعله جيشًا من الدرجة المتوسطّة، وبالتالي إذا اندلعت الحرب في الشمال، فإنّ إسرائيل لن تقدر على حسم المعركة من الجوّ فقط، على حدّ قوله.