واشنطن تهدد بمواقف «أكثر حزماً»: لا إرادة حل في الأفق

صدّت قوات الجيش واللجان الشعبية هجمات لقوات «التحالف» في محافظتي صعدة وتعز، في إطار مواجهتها للحملة التصعيدية التي انطلقت قبل أيام في ثلاث جبهات من بينها الحديدة. جاء ذلك في وقت جددت فيه واشنطن تفويضها الرياض في المضي في عدوانها، مهددة «أنصار الله» بمواقف «أكثر حزماً وجدية»

توقفت القوات الموالية لتحالف العدوان عند حدود ما بلغته أول من أمس في مديرية حيس جنوبي محافظة الحديدة، من دون أن تتمكن من الوصول إلى المناطق الشمالية والشرقية من المديرية، التي انسحب إليها مقاتلو الجيش واللجان الشعبية، والتي تُعدّ مناطق جبلية شديدة الوعورة يعسر على المهاجمين التحرك فيها، وتضمّ كذلك معظم خطوط الإمداد التي تستفيد منها «أنصار الله».

ولم تكد تمرّ ساعات على إعلان الإمارات، عبر وكالة أنبائها الرسمية «وام»، أن «قوات الجيش الوطني اليمني تمكنت من دخول مديرية حيس»، حتى سارع وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إلى الاحتفاء بدور بلاده في تحقق ذلك «الإنجاز»، قائلاً في تغريدة على «تويتر» إن «القوات الإماراتية، وضمن التحالف العربي، تشارك في انتصار حيس، جيشنا يسطر أروع صفحات البذل والتضحية... أبناء الإمارات هم السيف الصادق والمحزم المليان». لكن مصادر مقربة من «أنصار الله» قالت لـ«الأخبار» إنّ قوات «التحالف» لم تستطع تجاوز مركز المديرية، لافتة إلى أنّ الأجزاء الشمالية والشرقية من حيس (المديرية لا المدينة) لا تزال في يد الجيش واللجان، ومتوعدة المهاجِمين بـ«مفاجآت» تنتظرهم.
على خط مواز، أعلنت «أنصار الله» صدّ هجمات لقوات الرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، على منفذ علب الحدودي بين السعودية وبين محافظة صعدة، والذي تحاول تلك القوات منذ أشهر السيطرة عليه. ونقلت قناة «المسيرة»، التابعة لـ«أنصار الله»، عن مصدر عسكري قوله إن الهجمات، التي أسندتها تغطية جوية مكثفة، استمرت من مساء الإثنين إلى عصر الثلاثاء، إلا أن منفذيها لم يتمكنوا من إحداث اختراقات. وفي محافظة تعز، تصدت قوات الجيش واللجان لمحاولة تقدم نفذتها القوات الموالية لهادي باتجاه مديرية جبل حبشي غربي المحافظة.
على المستوى السياسي، برز تصريح لافت لمسؤولة الملف اليمني في وزارة الخارجية الأميركية، جريسون فينسنت، أعلنت فيه رفض بلادها انفصال جنوب اليمن عن شماله، مدلية بحديث «مراوِغ» عن الحل السياسي، ومجددة بشكل غير مباشر دعم بلادها للعدوان السعودي. ووصفت فينسنت، في مقابلة مع صحيفة «الرياض» السعودية، مقترح التقسيم بأنه «الخيار الأسوأ لليمن»، محذرة من أن «التبعات السلبية لذلك ستكون أكثر من الإيجابية»، معربة عن اعتقادها بأن «القادة الجنوبيين يعلمون ذلك أيضاً». ورأت أن «الحل الأفضل توحد اليمن حول تمثيل حقيقي لكل أبنائه، مع إعطاء سكان المناطق الجنوبية حقوقاً واسعة في الحكومة ومؤسسات الدولة كافة». وبشأن سبل معالجة الأزمة، شددت على ضرورة «اللجوء إلى الحل السياسي في نهاية المطاف»، لكنها ألمحت إلى أن لا إرادة أميركية حالياً على ذلك، بقولها إنه «لا أحد يعلم ما الذي يريده الحوثيون بالضبط، وما إذا كان الأشخاص الذين سيرسلونهم للتفاوض ممثلين حقيقيين عن كل أعضاء الجماعة». وبتهديدها «أنصار الله» بـ«مواقف أكثر حزماً وجدية» تعمل بلادها «بشكل دؤوب» على «إقناع أعضاء مجلس الأمن وخصوصاً الأوروبيين» بها؛ حيث «يستشعر الجانب الأميركي تهرب أوروبا من هذه المهمة، لأنها تملك مصالح تجارية مع إيران». وفي تفويض متجدد للسعودية، كررت فينسنت أن «السعودية تملك الحق الكامل في الدفاع عن نفسها من الجانب اليمني»، لافتة إلى «(أننا) نضع أنفسنا مكان السعودية ونتخيل أن تستهدف المكسيك ولاية سان دييغو الأميركية بالصواريخ».
في المقابل، اتهم وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، السعودية بالعمل على تقسيم اليمن، مشيراً إلى أن «سياستها هناك لم تسفر سوى عن الكراهية والغضب تجاهها». وقال، في مقابلة تلفزيونية، إن «ما يؤخذ على جيراننا في السعودية أنهم دخلوا المنطقة بإيعاز خاطئ، وهم يشعرون بالقلق لأن أنشطتهم لا تثمر عن نتائج لهم، إلا أن الأمر معلوم، حيث غرسوا بذرة سيئة وهم يحصدون نتيجتها… لكنهم وللأسف، يعانون شيئاً من الضعف في الاستيعاب». ودعا إلى العودة للمبادرة التي طرحتها بلاده بشأن حل الأزمة اليمنية (تتضمن أربع نقاط: وقف إطلاق النار، تقديم المساعدات، الدخول في حوار، تشكيل حكومة)، معتبراً أنه «يمكن العمل بها في الوقت الراهن أيضاً».