خبير إيراني : مؤتمر سوتشي حقق نجاحا نسبيا

 اعتبر الخبير الاستراتيجي الإيراني مسعود أسد اللهي أن مؤتمر الحوار الوطني السّوري في سوتشي حقق نجاحا نسبيّا على الرغم من الحظر الذي فرضته أمريكا، فرنسا وبريطانيا عليه، وعلى الرّغم من العقبات التي وضعتها الحكومة التركية في مساره.

وفي حوارصحفي تناول الخبير الاستراتيجي الايراني للشؤون الإقليمية مسعود أسد اللهي النتائج المترتبة عن مؤتمر الحوار الوطني السّوري في مدينة سوتشي الروسية ومواقف المجموعات والمشاركين فيه؛ معتبرا أن هذا المؤتمر حقّق نجاحا نسبيًّا؛ وقال : مؤتمر سوتشي كان فكرة روسية سعت موسكو من خلاله عقد اجتماع للحوار يشمل كافة الأطراف السّوريّة.

ولفت الى أن مؤتمر سوتشي هو ليس فكرة مشتركة من قبل إيران وروسيا وإنّما اجراء روسي؛ مضيفا : على هذا الأساس كانت تركيا تسعى إلى وضع العراقيل في مواجهة تنظيم هذا المؤتمر.

واضاف : إيران دعمت هذه الإجراء الرّوسي بينما حاولت موسكو بذل مجهود كبير على الصّعيد الدّولي وجمع عدد كبير من الشّخصيات السّورية ومن ضمنهم مجموعات المعارضة، وأنصار الحكومة، ورؤساء العشائر، والشخصيات الدينية الى طاولة الحوار؛ ومن المهم الإشارة الى أن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر.

وأشار أسد اللهي إلى أن روسيا استطاعت جمع حوالي 1500 شخص الى طاولة الحوار في سوتشي؛ معتبرا ان هذا الأمر هو بمثابة نجاح نسبيّ لموسكو.

وتابع القول : هذه الخطوة تُسجل لصالح موسكو وهي خطوة نحو الأمام؛ لكن لا يمكن القول إن موسكو استطاعت تحقيق أهداف هذا المؤتمر والسبب الرئيسي وراء ذلك هو الحظر الذي فرضته أمريكا، وفرنسا وبريطانيا على هذا المؤتمر كما أن ممثل الأمم المتحدة للشون السّورية لم يكن ليحضر لولا الضغوط التي مارستها روسيا كما أن تركيا حاولت وضع العراقيل في مواجهة هذا المؤتمر.

وتطرّق الخبير الاستراتيجي الإيراني الى بعض البرامج المعدّة مسبقا من قبل بعض المجموعات المعارضة، وقال: لقد كان واضحا أن المجموعات المعارضة المؤيدة لتركيا والسّعودية كانت تحاول تخلق الأعذار لتبرير عدم مشاركتها في المؤتمر، فهذه المجموعات وصلت الى المطار وعندما رأوا العلم السّوري الرسمي مرفرفا امتنعوا عن المشاركة في المؤتمر حتى يُزال هذا العلم. لقد كان واضحا بأنهم يسعون وراء ذرائع من أي نوع كانت لعدم المشاركة وهذا ما يفسّر مغادرتهم الى إسطنبول بعد مشاورات مع الوفد التركي الى المؤتمر؛ لقد بقي من تلك المجموعات المعارضة 4 شخصيات أعلنت لاحقا ان الوفد التركي يحمل مطالب المعارضة الى المؤتمر.

واعتبر أسد اللهي أنّه كان من الملفت بمكان أن ممثلين لمعارضة ما يوكلون أمر تمثيلهم الى بلد أجنبي، وأضاف: القضايا التي طُرحت في المؤتمر تناولت الخطوط العريضة كحفظ السيادة السورية على كامل أراضيها ومعارضة أي محاولة لتقسيم هذا البلد. كما أوضح المؤتمر الى أن النّظام المقبل في سوريا سيكون نظاما علمانيّا منتخبا من قبل الشعب؛ وكان الملفت ايضا أنه تم تناول مسألة الجولان والتأكيد على أنها منطقة محتلة يجب إعادتها الى الأراضي السّورية على الرغم من محاولة بعض المعارضين لتقديم أوراق اعتمادات للغرب فيما خص الجولان.

وأكّد الخبير الاستراتيجي الإيراني أن الحكومة التركية سعت منذ عدّة أسابيع ان تستغل بشكل سيء للتركيز الروسي على إقامة مؤتمر الحوار الوطني السوري، وقال: "لقد بدأت العمليات العسكرية في عفرين في الوقت الذي كانت تبذل فيه الحكومة الروسية تمهد لمؤتمر سوتشي؛ ومن حيث أن موسكو لم ترغب فذ هذا التوقيت بالدخول في مناكفات مع الطرف التركي وأن أي أمر من هذا القبيل كان سيؤدي الى عدم مشاركة طيف من المعارضة السورية إضافة الى الحكومة التركية. ولذا فإن روسيا غضّت النظر عن العدوان التركي مما أدى الى انزعاج كردي وبالتالي عدم حضور الأكراد للمؤتمر.

ونوّه أسد اللهي إلى أن أنقرة كانت تسعى الى فشل مؤتمر سوتشي، وقال: "لقد عمد الجيش التركي بإرسال قوات قبل ليلة من المؤتمر الى إدلب بشكل غير قانوني وهذا ما رد عليه الجيش السوري عبر قصف مدفعي ومنعه من التّقدم؛ لقد أثبت هذا الأمر أن تركيا كانت تريد إفراغ مؤتمر سوتشي وفشله؛ ويمكن استخلاص التالي من هذا المؤتمر: لم يكن فكرة من قبل الدول الراعية لمؤتمر استانا إنما كانت فكرة من جانب واحد لجمع الشخصيات والمجموعات السّورية الى طاولة الحوار وقد حقق نجاحا نسبيّا إلا أنه لم يكن موفقا بحل الأزمة السّورية.

وأشار الخبير الاستراتيجي أسد اللهي في ختام تصريحاته الى القرار الذي اتخذ في البيان الختامي والقاضي بتشكيل لجنة من أجل صياغة دستور سوري جديد لسوريا، وقال: الحكومة السّورية تعارض هذا الأمر؛ لأن الدستور السّوري خضع لتجديدين مؤخرا. وهذا ما يُفسر التمثيل المنخفض لوفد الحكومة السّورية الذي حضره مساعد وزير الخارجية السورية، وعلى الرغم من محاولة روسيا التّصوير بأن هذا الأمر كان ناجحا إلّا أنه يمكن القول أن نجاحه كان نسبيّا.