عبد الفلاح السوداني "صندوق أسود" لملفات الفساد.. بانتظار فك شفرته!
كشف رئيس لجنة النزاهة البرلمانية السابقة صباح الساعدي، اليوم الخميس، ملفات "الفساد" التي تدين وزير التجارة الأسبق عبد الفلاح السوداني، وفيما عده "الصندوق الأسود" لملفات الفساد، مشددا على ضرورة "فك شفرته".
وقال الساعدي، وهو المستجوب للوزير خلال الدورة البرلمانية السابقة، في تصريح خاص لـ(الإشراق)، إن "عبد الفلاح السوداني مدان بـ(9) قضايا متعلقة بالفساد الإداري والمالي ومتعلقة بسرقة المال العام وهدره وإساءة استخدام السلطة"، مبيناً أن "أحكام هذه كل قضية تتمثل بالسجن لمدة تتراوح ما بين 4 سنوات إلى 7 سنوات، وننتظر من القضاء ان يبت بهذه القضايا، بعد ما أصبح المدان الهارب عبد الفلاح السوداني أمامه".
ودعا الساعدي الى "شمول التحقيق كل من استفاد من السوداني من مسؤولين حكوميين او أحزاب سياسية، لأننا نعتقد بان السوداني هو الصندوق الأسود للفساد في وزارة التجارة"، مشدداً على ضرورة "فك شفرات هذا الصندوق الأسود من قبل محققين بارعين والوصول الى ملفات خطيرة متعلقة بشخصيات بارزة كبيرة استفادت من وجود عبد الفلاح السوداني وشاركت في سرقة خبز الشعب العراقي، فاغلب الملفات تتعلق بالبطاقة التموينية".
وطالب الساعدي بـ "استغلال واستثمار قضية السوداني جيداً لمكافحة الفساد، لكشف من كان متورط معه ومساهم معه سواء كانوا ضمن المنظومة الحكومية أو شخصيات حزبية وسياسية، فيجب الإطاحة بكل الرؤوس وهي كبيرة متهمة بالفساد مع السوداني".
وكانت هيئة النزاهة قد أكدت في وقت سابق من، اليوم الخميس، استرداد المُدان (عبد الفلاح السودانيِّ) وزير التجارة الأسبق، من السلطات اللبنانيَّة، الذي صدرت بحقِّه أحكام غيابيَّة بالسجن لإضراره بالمال العامَّ، لافتة إلى أن المدان الآن في مقر دائرة التحقيقات في الهيأة.
وذكر بيان للهيئة، في معرض حديثها عن عمليَّة الاسترداد، أنَّ "جهوداً استثنائيةً بذلتها الهيأة على مدى عدَّة سنواتٍ في إعداد وتجهيز الملفَّات الخاصَّة باسترداد المُدان المُتضمِّنة قرارات الأحكام الصادرة بحقِّه، والتي نال الجزء الأكبر منها الدرجة القطعيَّة، وإرسال تلك الملفَّات إلى المُنظَّمة الدوليَّة للشرطة الجنائيَّة (الإنتربول)، فضلاً عن (المملكة المتحدة) التي يحمل المدان جنسيتها، والتي زارها فريقٌ عالي المستوى من الهيأة في الأشهر المنصرمة لتفعيل ملف الاسترداد".
وأضاف البيان، أن "جهود الهيئة، أثمرت عن إصدار (الإنتربول) النشرة الحمراء في 2/6/2014التي تعني توقيف أشخاص مطلوبين على الصعيد الدوليِّ استناداً إلى مُذكَّرة توقيفٍ وطنيةٍ سارية المفعول أو إلى قرار محكمةٍ، إضافة إلى إصدار (إذاعة البحث) في 29/10/2014، التي تعني توقيف المطلوبين على المستوى العربيِّ".
وكانت هيأة النزاهة أعلنت في 10/9/2017، أنَّ دائرة الاسترداد فيها وبالتعاون مع الانتربول الدوليِّ، وشعبة اتِّصال بيروت، تمكَّنت من القبض على المُدان عبد الفلاح السودانيِّ بتاريخ 7/9/2017 في مطار رفيق الحريري ببيروت بعد إعمام النشرة الحمراء على جميع دول العالم وإذاعة البحث العربيَّة.
يُذكر أنَّ المدان الذي شغل منصب وزير التجارة للمُدَّة من حزيران 2006 لغاية أيار 2009، صدرت بحقه ثمانية أحكامٍ غيابيةٍ تقضي بالسجن والحبس الشديد، على خلفية إضراره العمديِّ بالمال العامِّ في قضايا استيراد مفردات البطاقة التموينيَّة خلافاً للضوابط والقوانين والمنشأ المعتمد ووجود مغالاة في الأسعار، إضافةً إلى إصداره أوامر بتسلُّم مواد تالفةٍ وتجهيز أخرى غير صالحةٍ للاستهلاك البشريِّ وتغيير في العقود، وأوامر بإيقاف توزيع مفردات البطاقة التموينية؛ الأمر الذي أفضى إلى تأخرها وانتهاء صلاحيتها وتلفها، وإصداره أوامر أخرى بعدم تسلُّم مواد مجهزة إلى الوزارة، فضلاً عن إصداره أوامر بعدم الالتزام بتعليمات مجلس الوزراء، الأمر الذي أدَّى إلى إلحاق الضرر بالمال العامِّ.
وكان مصدر مطلع أفاد في وقت سابق من، اليوم، بوصول طائرة وزير التجارة السابق عبد الفلاح السوداني، مخفوراً الى بغداد، ظهر اليوم.