خفايا إنقلاب محمد بن سلمان على منافسيه من العائلة المالكة
كشف مقال “إنترسيبت” الأمريكي معلومات جديدة عن إطاحة محمد بن سلمان بمحمد بن نايف من ولاية العهد في السعودية، ودور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ذلك.
ونقلت كاتبة التقرير مريم صالح، المعلومات عن كتاب “النار والغضب: داخل البيت الأبيض في عهد ترامب”.
وأوضحت في مقالها، أن ترامب نسب إلى نفسه في حديث خاص الفضل بإطاحة ابن سلمان بابن نايف.
ووفقا لما أورده الكتاب، فإن ترامب قال بحضور مجموعة من الأصدقاء: “لقد وضعنا رجلنا على رأس الهرم” في السعودية.
وكان الملك سلمان أطاح بابن أخيه محمد بن نايف من منصب ولي العهد واستبدله بابنه محمد بن سلمان البالغ من العمر واحدا وثلاثين عاما، محدثا ما يشبه الزلزال، ومخالفا بذلك عرفا استمر لعقود داخل العائلة الملكية الحاكمة، فيما يتعلق بآلية وراثة الملك فيها.
وأصدر الملك أمرا بإقالة محمد بن نايف من منصبه كوزير للداخلية، حيث كان لحين من الزمن يتربع على عرش أقوى الأجهزة الأمنية في السعودية.
واستذكر تقرير الصحيفة الأمريكية، أن ترامب كان قبل ذلك بشهر فقط زار السعودية في أول رحلة له خارج البلاد، حيث التقى الزعماء من مختلف أرجاء الشرق الأوسط ووقع مع قادة السعودية صفقة سلاح طموحة قدرت قيمتها بما يقرب من 110 مليارات دولار.
وعندما نصب محمد بن سلمان وليا للعهد اتصل به ترامب وهنأه على “ترقيته الأخيرة”. ويصف مؤلف الكتاب وولف رحلة ترامب إلى السعودية “بالفرج الإلهي”، حيث إنها “كانت بمثابة الهروب من واشنطن بعد فترة قصيرة من طرد الرئيس لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الإف بي آي جيمس كومي”، وفق قوله.
وقال وولف: “لم يكن هناك وقت أفضل لتصدر عناوين الأخبار بعيدا عن واشنطن، حيث يمكن لرحلة من هذا النوع أن تغير كل شيء”. وبحسب مقال الصحيفة، فإن وولف يعتمد في كتابه على مقابلات أجراها على مدى ثمانية عشر شهرا مع مقربين من ترامب وكبار موظفيه.
وكان ترامب اشتاط غضبا بسبب ما ورد في الكتاب الذي يحتوي على مقاطع تدينه وتدين عائلته، نسبها المؤلف إلى مستشاره السابق للشؤون الاستراتيجية ستيف بانون، لدرجة أن محامي الرئيس طالب وولف ودار النشر المكلفة بكتابه بالامتناع عن نشر الكتاب. وكان بانون، في كلمة ألقاها في أحد مراكز البحث والتفكير في واشنطن في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، قد ربط بين زيارة ترامب إلى السعودية والتغيير الذي طرأ على ولاية العهد فيما بعد.
وقال: “إذا ما نظرت إلى السعودية، فستجد أنهم أحدثوا تغييرا أساسيا كبيرا منذ القمة. فولي ولي العهد أصبح الآن وليا للعهد”.
وأضاف: “أعتقد أن ألفا من رجال الدين ألقي القبض عليهم أو وضعوا تحت الإقامة الجبرية قبل أسبوعين أو قبل ثلاثة أسابيع، أو شيء من هذا القبيل. أنا على علم بأن الحزب المعارض في صحيفة نيويورك تايمز يشير إلى معظم هؤلاء بوصفهم “علماء ليبراليين””.
ودعا ترامب محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض في شهر آذار/ مارس، فيما وصفه وولف “بالدبلوماسية الهجومية”.
ومنذ ذلك الحين لم يتوقف محمد بن سلمان عن استغلال “احتضان ترامب له جزءا من سعيه لإحكام قبضته على مقاليد الأمور في السعودية. وما كان من البيت الأبيض وساكنه ترامب، الذي ما فتئ ينكر ذلك، إلا أن يسر له السبيل”.
وقال وولف في كتابه إن محمد بن سلمان تقدم “في المقابل بعرض سلة من الصفقات والإعلانات التي تصادفت مع” زيارة ترامب إلى السعودية، مانحا بذلك الرئيس “نجاحا” في مهمته. ويقال إن صهر الرئيس ومستشاره الذي يحظى بثقته جاريد كوشنر مقرب جدا من محمد بن سلمان.
وكان كوشنر قد زار السعودية في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، حيث كان هو وولي العهد يسهران حتى الرابعة فجرا على مدى عدة ليال متتابعة “يتبادلان الحكايات ويضعان الاستراتيجيات”، كما ورد في تقرير لصحيفة الواشنطن بوست.
بعد أيام قليلة فقط، أمر محمد بن سلمان بإلقاء القبض على العشرات من أعضاء النخبة السعودية الحاكمة. وقبل أسابيع فقط من استلامه لمنصب ولي العهد، أقدم ابن سلمان على قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرض الحصار عليها. فما كان من ترامب إلا أن نسب الفضل في ذلك إلى نفسه، قائلا: “خلال زيارتي إلى الشرق الأوسط صرحت بأنه لن يسمح بتمويل العقيدة المتطرفة. فأشار الزعماء إلى قطر وقالوا انظر”.
وقد لعب محمد بن سلمان دورا رائدا في الحرب التي تشنها السعودية منذ أكثر من عامين على اليمن، وشن منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر حملة على منافسيه السياسيين، وغير ذلك من النخب السعودية الذين أمر باحتجازهم، ومازالوا معتقلين في فندق ريتز كارلتون بالرياض من ذلك الوقت.
وأشارت إلى أن ترامب غرّد تعليقا على ذلك، قائلا: “لدي ثقة عظيمة بالملك سلمان وبولي عهده في السعودية، وهم يعرفون بالضبط ما الذي يقومون به”.