هكذا مر عام 2017 على أطفال اليمن الذين كانوا ولا يزالون ضحايا العدوان
سنة جديدة أقبلت بعد أن اُسدل الستار عن سنة 2017 التي تتلفظ أنفاسها الأخيرة تاركة خلفها الكثير من الأحداث والأزمات السياسية والأمنية في الكثير من البلدان العربية ومن بينها اليمن، ذلك البلد الفقير الذي تكالبت عليه الكثير من بلدان ما يسمى بالتحالف العربي بقيادة السعودية وشنت عليه الكثير من الهجمات الوحشية مستخدمه في هجماتها تلك كافة الأسلحة. لقد مر عام 2017 على أطفال اليمن كأسواء كابوس رأوه في حياتهم وذلك بسبب المجازر التي قامت بها قوات العدوان والتي ارتكبت ابشع الجرائم في حق هؤلاء الأطفال الذين عاشوا في خوف وجوع وقلق مستمر وانتهكت طفولتهم واصبحوا يائسين من هذه الحياة التي زادت من أوجاعهم ولم تحترم حقوقهم كأطفال صغار.
وحول هذا السياق نشرت العديد من المنظمات الدولية تقارير تفيد بأن الأوضاع في اليمن اصبحت كارثية، حيث نشرت منظمة "اليونيسف" الدولية تقريراً حول الوضع الذي عاشه أطفال اليمن خلال عام 2017 والذي وصفتها بأنها اسوأ سنة مرت على هؤلاء الأطفال الابرياء. ولقد جاء في هذا التقرير أن الأطفال في اليمن تعرضوا خلال عام 2017 للكثير من الهجمات الشرسة والوحشية التي شنتها قوات العدوان السعودي والتي لم تفرق بين المنازل والمدارس وساحات اللعب الخاصة بهؤلاء الأطفال.
وفي سياق متصل استنكرت هذه المنظمة الدولية في تقريرها هذا الاستهداف المتعمد الذي تقوم به تلك القوات المعادية على أطفال اليمن والتي تسببت بمقتل وجرح الكثير منهم في مناطق مختلفة داخل اليمن. ولفتت هذا المنظمة إلى أن الأطفال في اليمن يعانون أيضا من تفشي وانتشار وباء الكوليرا نتيجة لذلك الحصار الذي فرضته قوات العدوان السعودي على هذا البلد الفقير.
نتائج العدوان هذا لاتنتهي الى هنا فحسب؛ بل تسبب أيضا في انهيار كافة الخدمات العامة والخاصة مما أدى إلى تفاقم وضع الطفولة في اليمن وإلى إصابة الكثير من أولئك الأطفال بالأمراض المختلفة وبسوء التغذية الحاد ولقد أعلنت هذه المنظمة الدولية ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي يومنا هذا بأن هنالك 9.9 مليون طفل يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة ولقد أشارت إحصائيات هذه المنظمات الدولية بأن هنالك 2.6 مليون طفل يمني معرضون للإصابة بمرض "الحصبة" وهنالك أيضا 1.3 مليون طفل يمني تعرضوا للالتهابات الرئوية الحادة بسبب الغازات المنبعثة من تلك الصواريخ والقنابل التي ألقتها قوات العدوان السعودي على رؤوس أولئك الأطفال وأعربت هذه المنظمات أيضا بأن هنالك 2.5 طفل يمني معرضون للإصابة بالإسهالات، في حين أن 25 بالمائة من المرافق الصحية أصبحت مغلقة إلى جانب توقف المستشفيات بسبب انقطاع الكهرباء وعدم توفر المشتقات النفطية جراء الحصار الذي فرضته السعودية على هذا البلد الفقير.
من جهة اخرى لفتت هذه المنظمات الدولية أيضا بأن هنالك الكثير من الأطفال اليمنيين لم يستطيعوا أن يكملوا عامهم الدارسي 2017 وذلك بسبب الغارات والهجمات المتواصلة لقوات العدوان السعودي ولقد اجبر نحو 1.8 مليون طفل يمني على البقاء في منازلهم وعدم ذهابهم إلى المدارس خوفا من تلك الهجمات او تدميرها من قبل قوى العدوان مما زاد من تفاقم الأوضاع التي كانت لها آثار سلبية على هؤلاء الأطفال الابرياء.
وفي سياق متصل ذكرت "ميريتشل ريلانيو" ممثلة منظمة اليونيسف في اليمن خلال مقابلة صحفية انه خلال الأسبوع الماضي فقط قتل 13 طفل يمني وجرح 12 آخرين وخلال شهر ديسمبر الماضي أيضا قتل نحو 42 طفل يمن وجرح 38 آخرين ولفتت إلى أن اليمن شهدت خلال عام 2017 اسوأ تفشي لمرض الكوليرا ووصل عدد المصابين إلى اكثر من مليون شخص ووصلت أيضا معدلات سوء التغذية إلى أرقام قياسية مقارنة بالأعوام السابقة وفي نهاية هذه المقابلة الصحفية شددت "ريلانيو" على أن الحلول السياسية السلمية هي الكفيل الوحيد لتجنب وقوع المزيد من هذه الحوادث بين الأطفال اليمنيين خلال عام 2018.
يذكر أن أطفال اليمن وجهوا الكثير من الرسائل للقادة السياسيين في الداخل والخارج وللمنظمات والمؤسسات الدولية أيضا وطالبوا بوقف ذلك العدوان الغاشم الذي لم يفرق بين الأهداف العسكرية والمدينة واستباح كل الأراضي اليمنية وعمل على تدمير البنية التحتية لهذا البلد وتشريد الكثير من المواطنين الابرياء وقتلهم بدون رحمة.