«أرامكو» السعودية تبحث الاستثمار بالنفط الصخري الأمريكي.. لماذا؟

 كشفت مجلة «فورتشن» الأمريكية أن شركة «أرامكو» السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، تبحث الاستثمار في النفط الصخري في أمريكا، في خطوة اثارت الكثير من التساؤلات.

وقالت في تقرير لها إن احتياطي النفط السعودي ظل «صندوقاً أسود» منذ سنوات، إذ لم يتغير عن رقم 261 مليار برميل، وهو ما أثار تساؤل بعض الخبراء حول الحجم الحقيقي لاحتياطات «أرامكو» التي تتجه لبيع 5% من أسهمها في طرح عالمي خلال العام المقبل.

وحسب تقرير مجلة «فورتشن»، فإن شركة «أرامكو» السعودية، التي تعد أكبر شركة للنفط في العالم، تسعى إلى الدخول إلى سوق النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار التقرير إلى أن الشركة السعودية دخلت بالفعل في مفاوضات مع العديد من منتجي النفط الصخري والغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، كذلك تسعى الشركة إلى الحصول على أرض في حوضين أمريكيين لإنتاج النفط والغاز، وهما «بيرميان» و«إيغل فورد»، وهما من الأحواض الغنية بالنفط الصخري في أمريكا،  

وقالت مجلة «فورتشن» إن هذه الصفقات، التي لم يتم تأكيدها بعد من الشركات المنخرطة فيها، تثير كثيرا من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي تدفع «أرامكو» إلى الاستثمار تحديدا في النفط الصخري، إذ إن السعودية، تصدرت لعقود طويلة إنتاج النفط التقليدي في العالم، وتأثرت بشدة من ثورة النفط الصخري التي جعلت من الولايات المتحدة دولة نفطية تنافسها على أسواق الاستهلاك في العالم.

وتسبب النفط الصخري في حدوث هزة كبيرة وتراجع في أسعار النفط، وهو ما أثر في الموازنة العامة السعودية، التي تعتمد بشكل أساسي على عائدات تصدير النفط.

وتحت ضغط النفط الصخري على الأسعار، وبالتالي الإيرادات، اضطرت السعودية إلى المسارعة في اعتماد مصادر دخل بديلة عن النفط، لتعويض الخسارة التي لحقتها من تدني أسعاره.

واختلفت التفسيرات حول قرار «أرامكو» البحث عن النفط الصخري في أمريكا، ففيما نسبت وكالة «سبوتنيك» الروسية لصحيفة «إكسبريس» الفرنسية قولها إن تقنيات التكسير الصخري المتاحة في أمريكا ستوفر للشركة فرصة أكبر لتعديل الإنتاج، بما يتناسب مع العرض والطلب، وقال مدير شركة «بريتش بتروليوم» «بوب دادلي»، إن النفط الصخري سيكون أثره محدودا على سوق النفط العالمية، نظرا إلى التحديات التقنية التي تقلل من قدرته على المنافسة.

ويرى «دادلي» أن هناك قلقا حول مدى قدرة النفط الصخري على التأثير في سوق النفط، خاصة بعد الاطلاع على مزيد من المعلومات عن السمات الجيولوجية له، بحسب ما نقلت عنه «فاينانشيال تايمز» البريطانية.