بطرق مشروعة وغير مشروعة.. هكذا يطلب مسؤولون وصحافيون كورد اللجوء بعد أزمة كوردستان

نشر (موقع نقاش)، اليوم الجمعة، تقريرا تحدث عن هجرة عدد من المسؤولين في إقليم كوردستان بينهم نواب في البرلمان الاتحادي وصحفيين، بصحبة عوائلهم الى خارج العراق وتقديمهم طلبات لجوء في كندا والولايات المتحدة "سراً"، فيما أشار الى قرب بدء موجة من الهجرة حالما يرفع الحظر عن مطارات الإقليم.
وذكر التقرير ان "مغادرة كوردستان وطلب اللجوء لم يعد يقتصر على الأشخاص العاديين فحسب، بل هناك العديد من المسؤولين والنواب والمتنفذين قد تركوا كوردستان سراً".
وأضاف، ان "معظم المسؤولين المتنفذين في كوردستان يملكون جنسيات بلدان أخرى ويغادرون كوردستان سنويا أكثر من مرة إما لقضاء الأوقات او لتسيير أعمالهم، اما من يحملون الجنسية العراقية فقط فيبدو انهم يفكرون في مغادرة كوردستان قبل المواطنين العاديين".
وأشار التقرير الى ان "الاعلام الكوردي نشر منذ فترة اسماء مسؤولين كبار في الاقليم يريدون الحصول على حق الاقامة في بلدان أوروبية مقابل مبالغ مالية"، مبينا انه "وعلى الرغم من عدم التأكد من صحة تلك المعلومات الا انها علمت أن نوابا وعددا من أقارب المسؤولين قد توجهوا الى الولايات المتحدة وكندا طلبا للجوء هناك".
وتابع ان "كوران آزاد النائب عن الاتحاد الوطني الكوردستاني في الدورة الحالية لبرلمان كوردستان كان قد ترك الإقليم منذ عام فيما تفيد المعلومات بانه طلب مع عائلته حق اللجوء في كندا، وبعد اشهر من تغيّبه عن جلسات البرلمان قدم استقالته الى كتلته".
ونقل التقرير عن دلير ماواتي رئيس كتلة الاتحاد الوطني في برلمان كوردستان قوله ان "النائب لديه طفل صحته غير مستقرة لذلك غادر البلاد وقدم استقالته لكتلته".
وأشار التقرير الى ان "مستشار رئيس حكومة اقليم كوردستان والنائب السابق في مجلس النواب سيروان الزهاوي هو الآخر ترك البلاد"، مضيفا ان " الزهاوي كتب على حسابه في الفيس بوك قبل فترة من مغادرته ان حياته وحياة عائلته تعرضت للتهديد، بعد ان كلفه رئيس الحكومة برئاسة لجنة لمواجهة حالات الفساد في القطاع الصحي".
ولفت التقرير الى انه "للحصول على مزيد من المعلومات فأن (موقع نقاش) راسل سيروان الزهاوي عبر الفيس بوك، وعلى الرغم من تشديده على مغادرته كوردستان، الا انه لم يكن مستعدا للحديث عن اسباب مغادرته او المزيد من التفاصيل".
وأوضح، ان "معظم الذين هاجروا كوردستان في السابق كانوا أشخاصا عاديين يدفعهم سوء الاحوال المعيشية او وجود خطر الى المغادرة، وكان اغلبهم يدخلون تركيا بشكل رسمي ومنها يتوجهون عبر طرق التهريب الى البلدان الأوروبية، اما هجرة الشخصيات المعروفة فتختلف في انهم يحصلون على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة بشكل رسمي ومنها يدخلون كندا ويطلبون حق اللجوء فيها".
وبين التقرير ان "العشرات من الصحفيين وصلوا في الاشهر الماضية عبر طرق غير قانونية الى كندا وطلبوا حق اللجوء فيها بعد ان وصلوا الى الولايات المتحدة في رحلات رسمية تحت مسمى مهمات صحفية".
وتحدث مراسل موقع "نقاش" عبر رسائل الفيس بوك مع "أحد هؤلاء الصحفيين الذي كان يعمل في أحد الأحزاب الكوردية ايضا، واكد انهم طلبوا حق اللجوء في كندا، الا انه لم يكن مستعدا للإدلاء بمزيد من المعلومات".
ويؤكد الموقع، ان "الموجة لم تقتصر على المسؤولين والنواب فقط، اذا تفيد المعلومات بأن اهالي الكثير من اولئك المسؤولين قد طلبوا حق اللجوء في البلدان الاوروبية والولايات المتحدة".
ونقل موقع (نقاش)، عن آري جلال الذي شكل اتحادا يدعى "اتحاد اللاجئين العراقيين" يقوم بجمع المعلومات عن الذين يغادرون العراق وكوردستان، قوله، انه "لا يتوفر لديهم معلومات دقيقة حول المسؤولين الذين طلبوا حق اللجوء في البلدان الاخرى، ولكنهم يعلمون بمغادرة اهالي العديد من المسؤولين كوردستان".
واكد جلال ان هناك "العديد من المسؤولين وابنائهم وبناتهم طلبوا الدعم والمعلومات حول كيفية طلب حق اللجوء وضمان الحصول عليه".
وأضاف انه "بحسب المعلومات التي جمعناها قدم اكثر من 300 الف مواطن من اقليم كوردستان والعراق طلبات للحصول على حق اللجوء في البلدان الاخرى منذ اوائل عام 2017".
ولفت الموقع، الى ان "هجرة المسؤولين والنواب تدعو للاستغراب لدى مواطني كوردستان، فأوضاعهم المعيشية أفضل بكثير مقارنة بالمواطنين الآخرين، هذا فضلا عن ان المواطنين يفرون منهم ولكن لا يعرف مم يهربون هم".
وعد موقع (نقاش)، ان "هجرة المسؤولين والنواب ربما لن تغير شيئا يذكر، ولكن ما يشكل الخطر هو هجرة اصحاب المهن والشهادات ولاسيما الاطباء والكادر الصحي".
ونقل الموقع عن خالص قادر المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة اقليم كوردستان قوله، ان "1759 طبيبا وصيدلانيا وطبيب اسنان انقطعوا عن الخدمة من عام 2014 حتى 2017 بسبب اجازات مطولة او انفكاك او تقاعد او استقالة وان عددا كبيرا منهم غادروا البلاد الى الخارج.
وعزا المتحدث سبب مغادرة الاطباء وكادر الوزارة الى "سوء الأوضاع الاقتصادية والازمة المالية وعدم الاستقرار"، لافتا الى ان "مغادرة الاطباء وكادر الوزارة اثرت في انخفاض مستوى الموارد البشرية".
"ونظراً لاستمرار الوضع السيئ"، وفقا للموقع، فانه "يبدو ان هجرة الناس ستستمر وان مواطني كوردستان يتحينون الفرصة لتقديم طلب الاقامة في البلدان الأخرى".
ونقل موقع (نقاش) عن المشرف العام لاتحاد اللاجئين العراقيين آري جلال، قوله: "لدينا معلومات ان الكثير من الأسر تنتظر رفع الحظر الجوي عن مطاري اربيل والسليمانية وانه بمجرد استئناف الرحلات الدولية ستبدأ موجة الخروج من جديد".


المصدر: موقع نقاش