هآرتس: محمد بن سلمان أمامه "حقل ألغام"
تلقت سياسات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان ضربتين موجعتين هذا الأسبوع، وفيما يبدو أنهما لن تكونا الأخيرتين، وفق تحليل صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
يوضح تحليل الصحيفة العبرية أن ولي العهد في وضع لا يُحسد عليه، بعد أن تلقى ضربتين أولاهما مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بعد يومين من إعلانه "فتح صفحة جديدة مع السعودية "، وبينما اهتز القصر السعودي بهذه الضربة، جاءت الثانية حين أعلن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، تراجعه عن الاستقالة، الإثنين 4 ديسمبر/ كانون الأول.
ويشير التحليل الذي كتبه تسفي برئيل، محلل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة، إلى أن ولي عهد أبوظبي، الأمير محمد بن زايد آل نهيان، هو من اقترح خطة عمل مشتركة مع السعودية، لإحكام السيطرة على زمام الأمور في اليمن.
ويُقال إنه (محمد بن زايد) اقترح على محمد بن سلمان أن يقوم بثورة داخلية، الأمر الذي من شأنه أن يدفع صالح إلى تغيير مساره والانضمام إلى التحالف السعودي - الصهيوني بدلاً من حركة "أنصار الله"، بحسب الصحيفة.
وتشير الصحيفة إلى أن صالح اشترط أربعة شروط مقابل ذلك وهي: حذف اسمه من قائمة العقوبات الدولية، والوعد بمنصب سياسي في اليمن الجديد، وضمان سلامته وسلامة عائلته، علاوة على مطالبات مالية، وفيما يبدو أن السعودية والإمارات قبلتا هذه الشروط، التي تضمنت تنحية منصور هادي، الرئيس المنتهية ولايته، وإعلان "ثورة صالح".
الخيارات الآن ليست جيدة، فاستمرار الحرب مكلف للغاية، اقتصاديا ودبلوماسيا، والمفاوضات مع حركة انصار الله تعني التنازل والخروج من اليمن، ، بحسب الصحيفة، التي تؤكد إلى فشل السعودية في إحداث تغيير في النظام باليمن.
من جهة أخرى، ظن بن سلمان أن استقالة الحريري من شأنها أن تشل الحكومة وتخلق فوضى سياسية، لكن الأمور سارت على غرار الحال في اليمن، إذ لم تكن لدى السعوديين خطةٌ لحسم اللعبة في النهاية، ويشير تراجع الحريري عن الاستقالة إلى أن السعودية لم تنجز شيئًا.، وفقا لتحليل الصحيفة.
ويحذر التحليل من أن عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين، هي حقل الألغام القادم لوليّ العهد بن سلمان ، إذ لم يسفر اقتراحه بدولة فلسطينية من مناطق غير متجاورة عاصمتها أبو ديس عن شيء، ويبدو أن أمامه طريقًا طويلًا، وعليه أن يقطعه قبل أن يُملي السياسة السعودية في الشرق الأوسط.