استقالة الحريري ليست سوى البداية.. حدث سيغيّر المنطقة بعدها
تطرقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الى الاستقالة التي قدمها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من الرياض قبل اسبوع وذكرت ان التصعيد السعودي في لبنان يهدف إلى صرف الانتباه عن حملة التطهير التي يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان داخل المملكة تمهيدا لتولي العرش.
تناولت صحيفة نيويورك تايمز في تقريرها، دعوة السعودية مواطنيها مغادرة لبنان يوم الخميس، معتبرةً أنّها "صعّدت بإقدامها على هذه الخطوة الأزمة المربكة الناشئة بين البلدين وأثارت مخاوف من إمكانية نشوء أزمة اقتصادية أو اندلاع حرب".
قالت الصحيفة إنّ التطورات الأخيرة أغرقت لبنان في حالة من القلق العام، لافتةً إلى أنّ التساؤل عما يمكن أن يحصل لاحقاً يشغل بال السياسيين والصحافيين وحتى الأهالي الذين يتوافدون إلى المدارس لاصطحاب أولادهم إلى المنازل.
وأوضحت الصحيفة أنّ المحللين يتخوّفون من أن تؤجّج خطوات سعودية الأوضاع فجأة نظراً إلى أنّ المنطقة تشهد على عدد كبير من النزاعات، على الرغم من أنّهم استبعدوا إمكانية اندلاع حرب، لعجز الرياض عن شنها أولاً وعدم رغبة تل أبيب في ذلك حالياً ثانياً.
وفي هذا الصدد، شرحت الصحيفة خلفية الأزمة، مشيرةً إلى أنّ السعودية اتخذت مؤخراً عدداً من الخطوات لمواجهة إيران وقامت بعمليات توقيف مفاجئة طالت 11 أميراً في إطار حملة لمكافحة الفساد.
وفي ما يتعلّق بلبنان، أكّدت الصحيفة أنّه انجر إلى الأزمة بعد اتهام مسؤولين سعوديين حزب الله وإيران بالوقوف وراء سقوط صاروخ يمني على الرياض، وبعد إعلان الحريري إستقالته من العاصمة السعودية.
كما نقلت الصحيفة عن محللين ومسؤولين وديبلوماسيين استبعادهم شن السعودية عملية عسكرية ضد لبنان على الرغم من أنّهم يجهلون طريقة تفكير ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وذلك لانشغالها منذ سنتين في الحرب في اليمن.
وفي ما يختص برد واشنطن على قرار السعودية الطلب من مواطنيها مغادرة لبنان، فوصفته الصحيفة بالحذِر، ناقلةً عن أندرو إكزوم، النائب السابق المساعد لوزير الدفاع في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، قوله: "لا أعتقد أننا على شفير حرب على الرغم من أنّ هذه التطورات تُعدّ تصعيداً بالتأكيد".
من جهتها، رأت الصحيفة أنّ استقالة الحريري "التي هدفت إلى عزل حزب الله زادته كما حلفاءه قوة"، وقالت: "أهانت الحريري، حليف السعودية الأساسي في البلاد، وأدت إلى أزمة سياسية في لبنان يحتمل أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار، ودعا الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله إلى الهدوء وصرّح بأنّ عودة الحريري مرحّب بها في أي وقت".
في المقابل، لفتت الصحيفة إلى أنّ بعض المحللين يلمحون إلى أنّ "التصعيد السعودي في لبنان لا يهدف إلى الانتقاص من قوة حزب الله بقدر ما أنّه يهدف إلى تحويل الانتباه عما يبدو وكأنّه عملية تطهير سياسية في السعودية وعن محاولات فاشلة جداً لمواجهة إيران في سوريا واليمن"، مستدركةً بأنّ هذه التطورّات أثارت أنباء حول إمكانية سعي ولي العهد إلى تنصيب نفسه للإعلان عن توليه الحكم بدلاً عن والده.
في هذا الإطار، قال مايكل يونغ: "يوحي هذا كلّه بالنسبة إلي، إلى أنّ تولي الملك محمد الحكم سيكون عاجلاً وليس آجلاً".
ختاماً، كشفت الصحيفة أنّ سفيري بريطانيا والاتحاد الأوروبي والقائم بأعمال السفارة الأميركية الذين التقوا الحريري في مكان إقامته في الرياض خرجوا بانطباع أنّه لم يكن قادراً على التحدّث بحرية، على حدّ ما نقلت عن ديبلوماسيين غربيين اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم.