"نيويورك تايمز".. البيانات تُظهر عكس مزاعم "ترامب" عن المهاجرين!
الاشراق | متابعة.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تنشر تقريراً يناقش السياسات والمواقف المعادية للهجرة التي يروّج لها مستشار الرئيس الأميركي ستيفن ميلر خلال إدارة ترامب.
التقرير يحلل حملة ميلر لإعادة تشكيل سياسات الهجرة في أميركا، والنقد الموجه لها من الناحية القانونية والاجتماعية، وتأثيرها على المجتمع والسياسة الأميركية.
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:
عندما يدافع مستشار الرئيس ستيفن ميلر عن حملة إدارة ترامب على الهجرة، فإنه لا يركز فقط على تصرفات أولئك الذين قدموا إلى الولايات المتحدة من دول أخرى، بل يلقي باللوم بشكل متزايد على أطفالهم أيضًا. فالمستشار يعتقد أن سبعة عقود من الهجرة أدت إلى ملايين الأشخاص الذين يأخذون أكثر مما يعطون، وهو ادعاء دُحض عبر سنوات من البيانات الاقتصادية، لكنه يُستخدم في جوهر حملة إدارة ترامب لتقييد الهجرة وترحيل المهاجرين الموجودين بالفعل في البلاد.
قال ميلر لقناة "فوكس نيوز" هذا الشهر: "العديد من هذه الجماعات المهاجرة، لا يقتصر الأمر على فشل الجيل الأول فحسب، وخير مثال على ذلك المهاجرون من الصومال، إذ تظهر مشاكل مستمرة في كل جيل لاحق من المهاجرين، فنرى معدلات مرتفعة ثابتة لاستخدام المساعدات الاجتماعية، ومعدلات مرتفعة ثابتة للنشاط الإجرامي، وفشلًا متكررًا في الاندماج".
ويأتي هذا الهجوم على المهاجرين في الوقت الذي تدعو فيه الإدارة المحكمة العليا إلى تأييد الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب، والذي يُنهي حق المواطنة بالولادة، وهو المبدأ الراسخ منذ مدة طويلة، وينص على أن الأطفال المولودين على الأراضي الأمريكية هم مواطنون أمريكيون تلقائيًا. كما أن الحجة التي ساقها السيد ميلر وآخرون في الإدارة تعود إلى الخطاب المعادي للمهاجرين في أوائل القرن العشرين، عندما استخدم المشرعون قانون الأصول الوطنية لعام 1924 لفرض حصص صارمة تمنع دخول المهاجرين من آسيا وجنوب وشرق أوروبا مع عائلاتهم.
وبينما لا يوجد أساس قانوني لسحب الجنسية الأمريكية من الأطفال والأحفاد المولودين في الولايات المتحدة من المهاجرين، تشير تصريحات السيد ميلر إلى جهد أكثر عدوانية لإعادة تشكيل البلاد من خلال التخلص من الوافدين الجدد وذريتهم. ويريد أن يقلب من جانب واحد فكرة أننا أمة يمكن للمهاجرين فيها أن يصبحوا مواطنين يتمتعون بحقوق كاملة ومتساوية مع الأمريكيين المولودين في البلاد، وفق ما قالت أندريا فلوريس، المسؤولة السابقة في البيت الأبيض في إدارة بايدن، والتي عملت في شؤون الهجرة.
كذلك، يشكك الخبراء في الحجة الأساسية التي قدمها ميلر. تقول جوليا جيلات، المديرة المساعدة لبرنامج سياسة الهجرة الأمريكية في "معهد سياسة الهجرة": "كما رأينا مع المهاجرين الذين وصلوا في مطلع القرن العشرين، فإن أبناء المهاجرين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة في منتصف القرن الماضي يتقنون اللغة الإنجليزية بطلاقة، ويحصلون على تعليم أعلى من آبائهم المهاجرين، ويحققون دخلاً أعلى، مما يدل على أنماط اندماج قوية، وقد أثبتت دراسات عديدة الارتقاء الاجتماعي لأبناء المهاجرين".
ويأتي موقف ميلر المتشدد في وقت يُوجَّه فيه الرأي العام بشأن الهجرة نحو اليمين. كما أنّ جزءًا كبيرًا من سبب عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض يعود إلى السخط الشعبي على الهجرة في الولايات المتحدة. وخلال إدارة بايدن، كافحت المجتمعات لمواكبة تدفق الأشخاص من جميع أنحاء العالم إلى البلاد، مما أدى إلى استنزاف موارد الحكومة، وبالنسبة للكثيرين، إلى زعزعة أي انفتاح على الهجرة.
وقد أجرت إدارة ترامب تغييرات جذرية للحد من الهجرة القانونية، بما في ذلك وقف عملية التجنيس للأشخاص القادمين من الدول التي فرض البيت الأبيض حظراً على السفر إليها، خاصة في أفريقيا والشرق الأوسط. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أبيغيل جاكسون، إن كلام ميلر محق في إشارته إلى أن الأجانب الذين يأتون إلى بلادنا بأعداد كبيرة ويرفضون الاندماج في المجتمع الأمريكي لا يفعلون سوى إعادة إيجاد الظروف نفسها التي دمرت الدول التي فروا منها، ولا يمكن السماح لمشاكلهم بأن تصبح مشاكل أمريكا. ومع ذلك، كان من المثير أن يتحدث عمّ ستيفن ميلر علنًا عن كيفية هجرة عائلة والدته من بيلاروسيا إلى الولايات المتحدة في أوائل القرن الماضي.
وكانت المحكمة العليا الأميركية قد أعلنت هذا الشهر أنها ستنظر في نزاع تاريخي حول دستورية مسعى الرئيس ترامب لإنهاء حق المواطنة بالولادة. وقد وقع ترامب في أول يوم له بعد عودته إلى منصبه أمراً تنفيذياً يقضي بعدم منح الجنسية تلقائيًا للأطفال المولودين لمهاجرين غير شرعيين وبعض المقيمين الأجانب المؤقتين. وقد يثير هذا الأمر التنفيذي، الذي أوقفته المحاكم، الشكوك حول جنسية مئات الآلاف من الأطفال المولودين سنويًا في الولايات المتحدة.
ومع وصول القضية إلى المحكمة العليا، اشتدّت حدة الخطاب من جانب الإدارة. فقد استهدف كل من السيد ميلر والسيد ترامب الجالية الصومالية في مينيسوتا في إطار مساعيهما لتشديد الإجراءات ضد الهجرة، سواء كانت شرعية أم غير شرعية. ولقد استغلت الإدارة تحقيقًا في عمليات احتيال وقعت في جيوب من الشتات الصومالي في الولاية، واستخدمته للتنديد بالمجتمع بأكمله، الذي وصفه ترامب بأنه "قمامة".
وكتب ستيفن ميلر على وسائل التواصل الاجتماعي: "هذه هي الكذبة الكبرى للهجرة الجماعية. أنت لا تستورد أفرادًا فحسب، بل تستورد مجتمعات، ولا يحدث أي تحول سحري عندما تعبر الدول الفاشلة حدودها على نطاق واسع، حيث يعيد المهاجرون وذريتهم خلق ظروف وأهوال أوطانهم الممزقة".
وقال أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة كولورادو، براتيبان غولاسيكارام، إنّ ستيفن ميلر كان يعامل الناس على أنهم "موسومون للأبد بأصولهم، ومتميزون ومتناقضون مع نسيج مجتمعنا، وباختصار ينظر إلى الهجرة فقط من منظور التهديد الثقافي".
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الاشراق وإنما تعبّر عن رأي الصحيفة حصراً