"Dropsite" عن قطاع الأسلحة الإسرائيلية .. يتباهى بتجربة غزّة!

الاشراق | متابعة.

موقع "Dropsite News" ينشر مقالاً يتناول كيفية توظيف صناعة الأسلحة الإسرائيلية للحرب على غزة كأداة تسويق تجاري، من خلال التباهي بأن أنظمتها العسكرية "مُجرَّبة ميدانياً" على الفلسطينيين، وما يرافق ذلك من تصاعد في مبيعات السلاح والتصدير رغم الإدانة الدولية الواسعة.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

في مؤتمرٍ حديثٍ للتكنولوجيا العسكرية في تل أبيب، أدلت شركات الأسلحة الإسرائيلية ببعضٍ من أكثر تصريحاتها وضوحاً حتى الآن، رابطـةً قيمة منتجاتها باختبار قوتها النارية على أرض الواقع ضد الفلسطينيين في غزة.

وقد حصل موقع "دروب سايت نيوز" على تسجيلٍ صوتيّ لتصريحات المؤتمر، يتضمّن تعليقاتٍ من رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، إضافة إلى مسؤولين تنفيذيين في شركات "إلبيت سيستمز" و"رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة" وغيرها.

عُقد المؤتمر، الذي سُمّي "أسبوع تكنولوجيا الدفاع"، في أوائل كانون الأول/ديسمبر. وقد شارك "دروب سايت" التسجيل الصوتي مع وسائل إعلام مستقلة في البرازيل وأيرلندا وأستراليا وغيرها، وستجري هذه الوسائل تحقيقاتها الخاصة.

سبق أن تعرّضت صناعة الأسلحة الإسرائيلية لانتقادات بسبب استعدادها للتباهي بأن منتجاتها "مُختبَرة ميدانياً" على البشر الواقعين تحت الاحتلال.

تشير التصريحات التي كُشِف عنها حديثاً إلى أنّ صناعة الأسلحة الإسرائيلية، بدلاً من أن تتأثر سلباً بالإدانة العالمية للإبادة الجماعية في غزة، ازدادت جرأةً بسببها. فقد تباهى بوعز ليفي، رئيس شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، في اليوم الأول من المؤتمر، قائلاً: "إنّ الحرب التي خُضناها في العامين الماضيين أتاحت لمعظم منتجاتنا أن تصبح صالحة للاستخدام في بقية أنحاء العالم. بدءاً من غزة، مروراً بإيران، وصولاً إلى اليمن، أستطيع القول إنّ العديد من منتجات شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية كانت حاضرةً بقوة".

كان للجيش حضورٌ قويّ في هذا التجمّع. وقد ألقى اللواء (احتياط) أمير بارام، المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، كلمةً في اليوم الأول، قال فيها: "هذه ليست مشاريع مختبرية أو مفاهيم لعرضٍ تقديمي، بل هي أنظمةٌ مُجرَّبة في ساحات القتال. هذا هو معنى تكنولوجيا الدفاع في إسرائيل، وقد أعاد ذلك تعريف هوية إسرائيل العالمية. فلطالما عُرفت إسرائيل عالمياً دولةً رائدةً في مجال الأمن السيبراني، أمّا اليوم فقد تطوّرنا إلى دولةٍ رائدةٍ في تكنولوجيا الدفاع".

قال جيلي دروب-هايستين، المدير التنفيذي لمركز "بلافاتنيك" للأبحاث السيبرانية متعددة التخصصات، إنّ "عامين من استخدام التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين أسهما في تحويل إسرائيل من طرف رائد في مجال الابتكار إلى لاعب عالمي في صناعة الدفاع". وأضاف: "تشتهر إسرائيل بكونها رائدة في مجال الابتكار، ونؤمن جميعاً بأن تكنولوجيا الدفاع لديها القدرة على أن تصبح المحرّك الاقتصادي الأكبر لإسرائيل وللعالم أجمع. إنّ ريادة إسرائيل التكنولوجية، إلى جانب ذكائها وجرأتها وتفكيرها الإبداعي، لا تزال تحقق نتائج مذهلة، كما رأينا مؤخراً في ساحة المعركة خلال حرب فُرضت علينا على جبهات متعددة في آنٍ واحد. وللعديد من هذه التقنيات تطبيقات عسكرية ومدنية على حد سواء".

تشير بيانات مبيعات الأسلحة العالمية إلى أنّ التباهي الذي شهده المؤتمر يعكس اتجاهات تصاعدية حقيقية في صناعة الأسلحة الإسرائيلية، حيث زادت ثلاث شركات أسلحة إسرائيلية إيراداتها الإجمالية من الأسلحة بنسبة 16% لتصل إلى 16.2 مليار دولار، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI). وقالت زبيدة كريم، الباحثة في برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة التابع للمعهد: "يبدو أنّ ردود الفعل المتزايدة على العمليات الإسرائيلية في غزة لم تؤثر بشكل كبير في مستوى الاهتمام بالأسلحة الإسرائيلية".

كانت شركة "إلبيت سيستمز"، وهي شركة أسلحة إسرائيلية يُقال إنها وقّعت صفقة بمليارات الدولارات مع الإمارات العربية المتحدة، ممثَّلةً بقوة في المؤتمر. وقد تفاخر نائب الرئيس التنفيذي، يهوشوا يهودا، بـ"تقنيات مُجرَّبة في القتال" تسمح باستهداف الأفراد حتى عندما "تكون الأهداف أصغر من بكسل واحد".

تقوم الإمارات العربية المتحدة بتمويل وتسليح قوات الدعم السريع في السودان، وهي جماعة مسلّحة تنفّذ حملة مذابح جماعية من شأنها أن تتجاوز الإبادة الجماعية في غزة، إن لم تكن قد تجاوزتها بالفعل.

وأوضح ليفي للحضور أنّ الأسلحة الإسرائيلية تلعب دوراً متزايداً في الصراعات العالمية، وقال: "80% من نشاطنا موجَّه للتصدير، في حين لا تتجاوز نسبة ما نوجّهه إلى السوق الإسرائيلية 20%. أعتقد أن كل ما تعلّمناه خلال هذه الحرب في إسرائيل سيؤثر في قدراتنا التجارية المستقبلية. ولدى شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية حالياً طلبات جديدة بقيمة 27 مليار دولار، ومبيعات سنوية تقارب 7 مليارات دولار".

في الوقت نفسه، أقرّ مصنّعو الأسلحة بأن المقاطعة المتزايدة تشكّل تهديداً لأعمالهم. وقال شلومو تواف، نائب الرئيس التنفيذي والمدير العام لقسم أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي في شركة "رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة": "أعتقد أن إسرائيل تعاني من مقاطعة. لقد رأينا ذلك في معرض باريس الجوي في حزيران/يونيو الماضي، حيث مُنعنا من المشاركة بسبب الفرنسيين". وأضاف: "هذا أمر يجب أن نأخذه في الاعتبار عندما نتحدث عمّا نقوم به هنا في هذه الصناعة".

لا تتبنى الاشراق بالضرورة الاراء والتوصيفات المذكورة