طهران .. برنامجنا الصاروخي للدفاع عن سيادتنا وليس للتفاوض!
الاشراق | متابعة.
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن البرنامج الصاروخي الإيراني صُمم حصريًا لحماية سيادة البلاد وضمان أمنها، نافياً أن يكون موضوعًا لأي مفاوضات أو ضغوط دولية. وأضاف بقائي أن القدرات الدفاعية لإيران ليست للتفاوض، مشددًا على استمرار البلاد في تعزيز قدراتها الدفاعية وسط ما وصفه بمحاولات الإعلام الغربي والكيان الصهيوني لإثارة التوترات.
وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي أشار إسماعيل بقائي الى جرائم الكيان الصهيوني، وقال: لا تزال منطقتنا تعاني من معضلة مزمنة، تتمثل في استمرار اعتداءات الكيان الصهيوني بمختلف الأشكال. إن مواصلة الاعتقالات وقتل الفلسطينيين، كلها مصاديق واضحة لجرائم ضد الإنسانية، وتأتي في سياق البرنامج نفسه الذي وصفه مقرر الأمم المتحدة بمشروع محو فلسطين. هذه الجرائم تزيد من مسؤولية كل إنسان في العالم للعمل على كبح جرائم الكيان الصهيوني.
عمليات الراية الكاذبة لتشويه معارضي الكيان الصهيوني
وحول ما يُعرف بعمليات «الراية الكاذبة» الهادفة إلى تشويه سمعة معارضي الكيان الصهيوني، قال بقائي: لا شك في أن للكيان الصهيوني سجلًا طويلًا في التخطيط وتنفيذ مثل هذه العمليات، وقد ثبت الكثير منها. ومن أبرز الأمثلة ما عُرف بملف «لافون» عام 1954 في مصر، حيث قام الكيان، مستغلًا يهودًا مصريين، بتنفيذ سلسلة تفجيرات استهدفت مصالح أمريكية وبريطانية، إضافة إلى مكتبات ومكاتب بريد، بهدف الإبقاء على الوجود العسكري البريطاني في مصر. وهذا مثال واضح ومثبت.
وأضاف: حتى عام 2005 كان الكيان الصهيوني ينكر هذه الوقائع، لكنه في ذلك العام قام رسميًا بتكريم العناصر الذين بقوا على قيد الحياة، كما اعترف المشاركون أنفسهم بهذه العمليات. وأفضل وسيلة لمواجهة مثل هذه الممارسات هي كشفها وفضحها.
لا تدخل لإيران في الحرب الأوكرانية
وفي رده على بيان مجلس أوروبا بشأن ما وصفه بـ«تواطؤ إيران» في الحرب الأوكرانية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: هذه ليست سوى ادعاءات متكررة. فمنذ بداية الأزمة الأوكرانية أكدنا أن الحل يجب أن يكون عبر الحوار، ولم يكن لنا أي تدخل في هذه الحرب ولا يوجد. إن مطالبة دولة ما بقطع علاقاتها مع روسيا لمجرد وجود علاقات بينها أمر غير منطقي تمامًا.
وتابع بقائي: إن العلاقة بين إيران وروسيا لا تعني بأي حال من الأحوال العداء تجاه دول أخرى. وعلى الدول الأوروبية أن تراجع سلوكها، وأن تفكر في أسباب تعريض أمن أوروبا للخطر نتيجة السياسات العدائية لحلف «الناتو». ينبغي عليها أن تتحمل مسؤولية أدائها، وأن توقف نهج توجيه الاتهامات إلى الآخرين.
العلاقات الإيرانية – الروسية واسعة النطاق
وفيما يخص زيارة عباس عراقجي إلى موسكو وتزامنها مع لقاء علي لاريجاني مع مسؤول روسي في طهران، أوضح بقائي أن هذا التزامن جاء مصادفة لا أكثر. وأضاف أن العلاقات بين إيران وروسيا علاقات واسعة ومتشعبة، وأن تبادل الوفود بين الجانبين أمر طبيعي، كما أن وجود حركة دبلوماسية نشطة يُعد أمرًا مألوفًا في إطار هذه العلاقات.
وأشار إلى أن زيارة عراقجي جاءت في سياق المشاورات المستمرة بين طهران وموسكو، لافتًا إلى أنه جرى خلال لقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحث طيف واسع من القضايا الثنائية والدولية. وأكد أن إيران وروسيا ترتبطان بشراكة استراتيجية، وأن الطرفين عازمان على الاستفادة المثلى من القدرات التي يتيحها هذا الاتفاق.
تنصل أمريكا من التزاماتها بشأن الأصول الإيرانية في قطر
وحول الأصول الإيرانية في قطر، قال بقائي إن هذا الملف يُعد واحدًا من مئات الأمثلة على إخلال الولايات المتحدة بتعهداتها. وأضاف: كان من المفترض، بموجب التفاهم الحاصل، أن تصبح أموال الشعب الإيراني متاحة للحكومة من أجل استخدامها، إلا أن الطرف الأمريكي أخلّ بالتزاماته، ولا يزال هذا الإخلال مستمرًا حتى اليوم.
المقاومة ظاهرة متجذّرة
وفي حديثه مجددًا عن أوضاع المنطقة والمقاومة، شدد بقائي على أن ممارسات الكيان الصهيوني لا تعكس سوى الشر والقتل، وهو ما يدل على أن هذا الكيان لا يعتبر نفسه جزءًا من المنطقة. وأضاف أن المجازر المتواصلة تعكس حالة الخوف التي يعيشها الكيان نتيجة عزلته.
وأكد أن المقاومة ظاهرة متجذّرة ومرتبطة بالفطرة الإنسانية، وستستمر في وجودها ما دام الاحتلال قائمًا، مشددًا على أن حالات الصعود والهبوط لا ينبغي أن تولد وهمًا بزوال المقاومة. ولفت إلى أن المنطقة تعيش وضعًا غير طبيعي يتمثل في استمرار الجرائم والمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني.
الرد على اتهام الكيان الصهيوني لإيران بالتورط في مقتل عالم نووي
وفي رده على اتهام الكيان الصهيوني لإيران بالضلوع في مقتل عالم نووي صهيوني، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن المجرمين يقيسون الآخرين على أفعالهم. وبما أن الكيان الصهيوني يمتلك سجلًا حافلًا باغتيال مواطني دول أخرى، فإنه يسارع إلى البحث عن متهم كلما وقع أي حادث.
البرنامج الصاروخي طُوِّر للدفاع عن سيادة إيران لا للتفاوض
وفي ردّه على تقرير إعلامي حول أهداف زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني إلى أمريكا ومساعيه لإقناع واشنطن بشن هجوم على إيران، قال بقائي: أود الإشارة إلى عدة نقاط؛ أولًا، إن البرنامج الصاروخي الإيراني جرى تطويره حصريًا للدفاع عن كيان إيران، وليس لأغراض تفاوضية، ولهذا فإن القدرات الدفاعية الإيرانية ليست موضوعًا للنقاش مطلقًا.
وأضاف: النقطة الثانية أننا نواجه نفاقًا واضحًا؛ إذ يُنظر إلى البرنامج الدفاعي الإيراني على أنه تهديد، في حين أن تدفق الأسلحة إلى كيان يرتكب المجازر يُعد أمرًا طبيعيًا، وهو ما يمثل نموذجًا صارخًا للانحطاط الذي يجب على الولايات المتحدة وداعمي هذا الكيان تحمّل مسؤوليته. وأكد أن الأجواء الإعلامية المثارة تمثل حربًا نفسية وإعلامية بدأها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، مشددًا على أن إيران تواصل التركيز على مهامها، وأن قواتها قادرة على الدفاع عن البلاد، فيما ستواصل القوات المسلحة والشعب الإيراني أداء واجباتهم بثبات.
استمرار الاتصالات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
وحول المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتصريحات مديرها العام رافائيل غروسي، قال بقائي إن الاتصالات مع الوكالة لا تزال مستمرة. وأضاف: ما دمنا عضوًا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وملتزمين باتفاق الضمانات الشاملة، فإننا نعرف كيف نفي بتعهداتنا. أما التصريحات التي يطلقها غروسي، فعليه أن يوجّهها إلى الجهات المسؤولة عن الوضع الراهن. فقد تعرّضنا لهجمات في وقت كانت فيه إيران تخضع لأوسع عمليات تفتيش. والسؤال المطروح: هل نحن من تسبب في الوضع الحالي أم الأطراف التي شنت الهجمات؟
وأشار إلى عدم وجود آلية إجرائية تتيح الوصول إلى المنشآت المتضررة، موضحًا أن إيران دخلت في مشاورات مع الوكالة بشأن ذلك، إلا أن الأطراف الأوروبية حالت دون التوصل إلى نتيجة. واعتبر أن تكرار هذه التصريحات يدل على أن مدير عام الوكالة يسعى إلى توظيف سياسي لهذا الملف.
وأضاف بقائي: لا مبرر لتشكيل أزمة جديدة؛ فإيران عضو في معاهدة عدم الانتشار ونفذت التزاماتها، وكانت الدولة التي خضعت لأكبر قدر من عمليات التفتيش. وأكد أن الطرف المقابل، بما في ذلك الوكالة، لم يتحمّل مسؤوليته، إذ ما زال يمتنع حتى عن إصدار إدانة بسيطة. وشدد على أن مطالبة إيران بإدانة صريحة للهجمات على منشآتها النووية لا تهدف إلى تحقيق مكسب سياسي، بل لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات ضد أي دولة عضو في الوكالة.
الرد على تصريحات لافروف بشأن «آلية الزناد» في الاتفاق النووي
وفي تعليقه على تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن «آلية الزناد» في الاتفاق النووي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: ما نطرحه ليس رواية، بل عرض للوقائع. وقد جرى شرح هذه الوقائع بالتفصيل في تقارير وكتب منشورة، ولا شك في أن رواية المفاوضين الإيرانيين هي الصحيحة. وأضاف: لا أرى من مصلحة البلاد الاستمرار في هذا الجدل، مؤكدًا في الوقت نفسه أن العلاقات بين إيران وروسيا جيدة جدًا وتشهد نموًا في مختلف المجالات.
وثيقة التعاون الثلاثي السنوات بين وزارتي خارجية إيران وروسيا
وحول توقيع وثيقة تعاون لمدة ثلاث سنوات بين وزارتي خارجية إيران وروسيا، أوضح بقائي أن إيران تجري مشاورات دورية ومنتظمة مع العديد من الدول على مستوى وزارات الخارجية. وأشار إلى أن الوثيقة الموقعة تمثل بداية مرحلة جديدة بعد انتهاء الوثيقة السابقة، وتكتسب أهمية مضاعفة لكونها مدعومة باتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة. واعتبر أن هذه الوثيقة تشكل أساسًا متينًا لتعزيز المشاورات الثنائية بين طهران وموسكو، وهي ذات أهمية كبيرة للطرفين.
تجدد المخاوف من عودة تنظيم «داعش» في سوريا
وفيما يتعلق بالمخاوف المتجددة من عودة تنظيم «داعش» في ضوء الهجمات على سوريا وبعض التطورات في أستراليا، قال بقائي إن هذا السؤال ينبغي توجيهه إلى الأطراف التي أقرت بأن تشكيل تنظيم داعش تم على يد الإدارة الأمريكية السابقة، وهو ما أعلنه الرئيس الأمريكي الحالي صراحة. وأضاف أنه يجب أيضًا مساءلة الجهات التي كافأت الإرهاب ودعمت التيارات المتطرفة.
وأشار إلى اقتراب الذكرى السادسة لاستشهاد الفريق قاسم سليماني، مؤكدًا أنه لولا تضحياته وبسالته لكان تنظيم داعش قد وسّع نطاق عملياته الإرهابية في المنطقة. إن التطورات التي شهدتها المنطقة خلال العامين الماضيين، ولا سيما اعتداءات الكيان الصهيوني والمجازر والهجمات على سوريا، وفّرت بيئة خصبة لنمو الإرهاب، وأن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة والأطراف التي تصرفت بشكل غير مسؤول في دعم الإرهاب، مطالبة بتحمّل المسؤولية عن هذه الأوضاع.