فرسان نهاية العالم يقودون صعود الذكاء الاصطناعي!

الاشراق | متابعة.

يواجه معسكر الرئيس دونالد ترامب انقساماً حاداً حول الذكاء الاصطناعي يعيد ترتيب مراكز النفوذ داخل اليمين. يتقدّم هذا الملف داخل البيت الأبيض عبر تأثير المستثمر التكنولوجي ديفيد ساكس، الذي يعمل من موقعه الاستشاري للذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة على تحويل الملف إلى رؤية مركزية.

يتحرّك ساكس انطلاقاً من خبرته داخل «مافيا بيبال» وشبكته التي تشمل إيلون ماسك وبيتر ثيل. يدفع باتجاه قانون فدرالي يمنح الحكومة المركزية سلطة تنظيم الذكاء الاصطناعي، ويعتبر هذا الإطار الطريق الوحيد لتثبيت القوة الأميركية في مواجهة الصين.

على خط موازٍ، تنشط حملات ضغط تموّلها الشخصية الاستثمارية مارك أندريسن والمدير التنفيذي غريغ بروكمان. تعمل هذه الشبكة على دعم مبادرات تهدف إلى تعطيل مشاريع قوانين الولايات. يضخّ الفريقان أموالاً داخل مجموعات ضغط تروّج لرؤية تعتبر الذكاء الاصطناعي محور الاقتصاد الأميركي المقبل.

على الجبهة الأخرى، يشتدّ حضور المنظّر الشعبوي ستيف بانون داخل المنصّات الإعلامية المحافظة. يُعرَف بانون داخل اليمين الأميركي منظّراً سياسياً بدأ مسيرته في البحرية الأميركية، ثم انتقل إلى عالم المال عبر «غولدمان ساكس» قبل أن يتحوّل إلى العقل الإعلامي الذي ساعد حملة ترامب في 2016.

يقول بانون إنّ الذكاء الاصطناعي قوة تقود المجتمع إلى مرحلة يتراجع فيها الإنسان أمام الخوارزميات، وإنّ الشركات الأربع الكبرى في الذكاء الاصطناعي تؤسّس «نظاماً إقطاعياً رقمياً» يضع المواطن الأميركي في موقع التابع.

يصف بانون رؤساء الشركات بأنّهم «فرسان نهاية العالم». يشير إلى سام ألتمان وغريغ بروكمان وإيلون ماسك وجنسن هوانغ على أنهم قوة تتقدّم على المؤسسات التقليدية، ويسهب في الحديث قائلاً إنّ الذكاء الاصطناعي «يغيّر ماهية الإنسان» ويحوّل الفرد إلى مادة قابلة للبرمجة.

داخل الكونغرس، يواصل السيناتور المحافظ جوش هاولي طرح موقف يعتبر الذكاء الاصطناعي محطة تؤثّر على المبدأ الإنساني نفسه.

يدفع هاولي باتجاه تشريعات تمنح الولايات سلطة واسعة على الشركات. يحمّل التكنولوجيا مسؤولية صعود أفكار تتعامل مع الإنسان كياناً قابلاً لإعادة التشكيل داخل مسارات غير مألوفة.

بالتوازي، تعمل النائبة اليمينية مارغوري تايلور غرين على الملف من زاوية اجتماعية. تعرض حوادث مرتبطة بتفاعل مراهقين مع نماذج لغوية رقمية، وتعتبر هذه الظاهرة خطراً يهدّد الصحة النفسية داخل المجتمعات.

على مستوى الولايات، تعتمد نيويورك وكاليفورنيا قوانين تضبط استخدام النماذج اللغوية داخل المدارس والقطاع الخاص. تدرس إدارة ترامب إصدار أمر تنفيذي يوقف هذه التشريعات. غير أنّ حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس يعارض موقفه.

في ضوء الانقسامات الأخيرة داخل معسكر «ماغا» (من إبستين إلى الذكاء الاصطناعي)، تبدو الولاءات على المحكّ أكثر من أي وقت مضى.

أشار مراقبون لصحيفة «واشنطن بوست» إلى أنّ الحركة لم تعد موحّدة خلف قضايا واضحة، وهي تتفكّك حول ملفات تمتد من الذكاء الاصطناعي والسياسات الاقتصادية إلى القضايا الثقافية والخارجية.

تراجع الرضا الشعبي عن الرئيس ترامب يقدم مدخلاً لفهم ما يحصل. تُظهر استطلاعات حديثة أنّ أكثر من نصف الأميركيين يعارضون أداءه حالياً، في أول مرة يدخل فيها تقييم شعبيته المنطقة السلبية منذ وصوله إلى الحكم.

بهذا، يبدو أنّ «ماغا» تعيش أزمة داخلية: لم يعد مفهوماً ما الذي تريده الحركة. تختلف خيارات الأعضاء بشأن كل شيء اختلافاً جذرياً.

تضع هذه المؤشرات حركة «ماغا» أمام احتمال أن تتحوّل إلى مجموعة من فصائل متنافرة أكثر منها حركة موحّدة.