الرقاب لن تنحني والسلاح لن يسلم!

الاشراق | متابعة.

في لحظة تشهد فيها المنطقة تحولات سياسية واقتصادية هامة، تتكشف أهمية بقاء سلاح المقاومة في لبنان، تحديدًا سلاح حزب الله، كخط الدفاع الأول والأهم أمام التهديدات الإسرائيلية. الحديث عن تسليم السلاح أو التنازل عنه ليس مجرد نقاش داخلي، بل يفتح الباب أمام مخاطر استراتيجية جسيمة، قد تحول لبنان إلى ساحة مفتوحة أمام الكيان الصهيوني، وتضع الأمن الوطني اللبناني في موضع تهديد مباشر.

سلاح حزب الله ليس مجرد أداة عسكرية، بل هو الدرع الذي يحمي لبنان من أي عدوان مفاجئ، ويضمن ردعًا فعالًا تجاه أي محاولة للتوسع الإسرائيلي أو الاعتداء على الأراضي اللبنانية والفلسطينية المحتلة. التاريخ أثبت أن المقاومة القوية على الأرض، المدعومة بسلاح فعال، هي الضمانة الوحيدة لردع الكيان الصهيوني، وإفشال أي مغامرة عسكرية قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.

مع تسارع اتفاقيات التطبيع بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني، مثل الاتفاقات الاقتصادية والسياسية بين مصر وسوريا والأردن، يبقى لبنان وحده، وسلاح مقاومته، الحاجز الحقيقي على حدود مواجهة مباشرة مع إسرائيل. أي إضعاف للمقاومة أو محاولة لتسليم السلاح ستترك المنطقة أمام فراغ أمني كبير، قد يستغله الاحتلال الإسرائيلي لإعادة فرض سيطرته على المزيد من الأراضي اللبنانيه من دون وجد اي رادع  فالجيش اللبناني غير قادر على حماية البلاد 

وبالنظر إلى المستقبل، فإن حزب الله قد يكون في موقع "المفاجأة الاستراتيجية" في أي مواجهة محتملة، حيث يمكن أن يلعب الدور الأول في إعادة الأراضي المحتلة إلى أصحابها الشرعيين، والمساهمة في إحباط أي مخطط لفرض واقع جديد على الفلسطينيين. قوة المقاومة اللبنانية تشكل الردع الحقيقي الوحيد أمام الانهيارات الداخلية أو الفوضى المحتملة داخل الكيان الصهيوني، والتي قد تنجم عن صراعات داخلية أو أزمات سياسية واقتصادية متصاعدة.


التاريخ مليء بالدروس التي تحذرنا من التهاون في حماية السلاح والمقاومة معركة المختار الثقفي الأخيرة تقدم نموذجًا صارخًا لهذه الحقيقة، حين حاول العدو إقناع أنصار المختار بتسليم سلاحهم مقابل الأمان، مستخدمًا الشائعات والوعود الزائفة. لم ينقذهم هذا الاتفاق الوهمي، بل قُتل معظمهم بعد التسليم مباشرة، ما يوضح أن التنازل عن السلاح في مواجهة العدو لا يؤدي إلا إلى الهزيمة والدمار

بقاء السلاح في يد المقاومة ليس مجرد مسألة عسكرية  بل هو ركيزة أساسية للحفاظ على الأمن القومي اللبناني، وحماية الحقوق الفلسطينية، وضمان استمرار لبنان كخط مواجهة حقيقي أمام المشروع التوسعي الإسرائيلي. أي خطوة نحو إضعاف هذا السلاح أو التنازل عنه ستكون بمثابة فتح الباب على مصراعيه أمام المخاطر الإقليمية، وتهديد مباشر لاستقرار المنطقة بأسرها.

تقرير تابعته الاشراق للسيد أحمد العابدي  - باحث في الشأن السياسي الأقليمي والدولي