النظام النباتي يقلل خطر السرطان.. دراسة ترصد انخفاضاً يصل إلى 45%
الاشراق | متابعة.
أظهرت واحدة من أوسع الدراسات التفصيلية حول الأنظمة الغذائية النباتية حتى الآن، أن الأشخاص الذين يتجنبون تناول اللحوم أقل عرضة للإصابة بعدد من أنواع السرطان.
وتتبّع البحث، الذي شمل نحو 80 ألف شخص من أعضاء كنيسة «السبتيين» في أميركا الشمالية – حيث يتبع كثير منهم أنظمة غذائية نباتية – حالتهم الصحية لمدة تقارب ثماني سنوات في المتوسط، ولم يكن أي من المشاركين مصاباً بالسرطان عند بدء الدراسة، حيث جرى تسجيل تفاصيل أنظمتهم الغذائية ومتابعة حالتهم الصحية بدقة.
انخفاض ملحوظ في معدلات الإصابة
أظهرت النتائج أن النباتيين أقل عرضة للإصابة بالسرطان بنسبة 12% مقارنة بآكلي اللحوم ضمن المجتمع نفسه، وكان أكبر الانخفاضات في:
سرطان القولون والمستقيم: تراجع الخطر بنسبة 21%.
سرطانات التكاثر اللمفي مثل الليمفوما: تراجع بنسبة 25%.
سرطان المعدة: انخفاض بنسبة 45%.
كما أظهر التحليل أن النباتيين الممتنعين تماماً عن جميع المنتجات الحيوانية سجلوا انخفاضاً إجمالياً في خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 24% مقارنة بآكلي اللحوم، وشمل ذلك معدلات أقل لسرطان الثدي وسرطان البروستاتا لدى الرجال الأصغر سناً.
أما النباتيون الذين يستهلكون الألبان والبيض، فكان لديهم انخفاض في بعض سرطانات الدم، بينما ارتبط النظام النباتي الذي يضم الأسماك فقط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
عوامل أخرى مؤثرة
لم تقتصر الفروق بين النباتيين وآكلي اللحوم على النظام الغذائي؛ إذ كان النباتيون في المتوسط أنحف، ويدخنون أقل، ويمارسون الرياضة أكثر، ولديهم معدلات أعلى من التحصيل الجامعي، إضافة إلى انخفاض استخدام العلاج بالهرمونات البديلة أو موانع الحمل الفموية، ورغم أن الدراسة أخذت هذه العوامل في الاعتبار، ظل من الصعب تحديد مدى إسهام النظام الغذائي وحده في هذه النتائج.
رسالة الباحثين
قال مؤلفو الدراسة إن الأنظمة الغذائية النباتية ليست «عصا سحرية»، لكنها توفر حماية واضحة ضد العديد من أنواع السرطان مع مخاطر محدودة، ما يجعلها خياراً مهماً في استراتيجيات الوقاية.
الدراسة أُجريت في جامعة لوما ليندا بولاية كاليفورنيا، التابعة لطائفة «السبتيين»، ونُشرت نتائجها في المجلة الأميركية للتغذية السريرية.
آراء الخبراء
علق الدكتور تيلمان كون، من جامعة «كوينز بلفاست» – الذي لم يشارك في البحث – قائلاً إن انخفاض معدلات الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي بين النباتيين أمر متوقع، مضيفاً، «لقد ثبت أن الأنظمة الغذائية قليلة اللحوم والغنية بالألياف – من الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات – تقلل خطر هذه السرطانات في مجموعات سكانية أخرى».
وأشار إلى أن النتائج المتعلقة بسرطان الثدي والبروستاتا كانت أكثر إثارة للدهشة، إذ إن معظم الدراسات السابقة لم تشر إلى تأثير واضح للمنتجات الحيوانية أو العوامل الغذائية الأخرى على هذين النوعين من السرطان. وتُعدّ هذه الدراسة من القلائل عالمياً التي تابعت أعداداً كبيرة من النباتيين على مدى طويل.