إعادة إعمار مكتبة الموصل.. جهود حكومية ودولية لإحياء التراث العلمي
الإشراق | متابعة.
تُعَدُّ المكتبة المركزية في جامعة الموصل من أبرز المعالم الأكاديمية والثقافية في العراق، تأسست العام 1967، وأصبحت من أكبر المكتبات الجامعية في البلاد، بفضل موقعها المتميز في قلب الحرم الجامعي.
تعرضت المكتبة لتدمير وحرق شامل، خلال فترة احتلال عصابات داعش للموصل مما أدى إلى فقدان نحو مليون مصدر معرفي وتدمير بنيتها التحتية بالكامل، بعد تحرير المدينة بدأت جهود إعادة الإعمار واستعادة المكتبة نشاطها مجدداً.
وقال الأمين العام للمكتبة المركزية بجامعة الموصل، محمد جاسم محمد، في تصريح تابعته "الإشراق": إن "المكتبة المركزية بجامعة الموصل، استعادت نشاطها مجدداً بجهود كوادرها ودعم الحكومة والمنظمات الدولية، بعد الدمار الكبير الذي تعرضت له على يد عصابات داعش الإرهابية، والتي دمرت نحو 98% من بنيتها التحتية".
وأوضح، أن "المكتبة، التي تُعد صرحًا علميًا مهمًا، تعرّضت لاستهداف مباشر بسبب دورها في نشر المعرفة واستدامة الأجيال، عادت اليوم بقوة من خلال إعادة إعمارها، حيث تمتد على مساحة 2.5 دونم، وتضم سبعة طوابق، من بينها مختبر للحاسبات".
وأشار، إلى أن "المكتبة تحتوي على آلاف الكتب وأكثر من 10,000 دورية، تم توفيرها بدعم من منظمات محلية وعالمية كما يجري حاليًا تنفيذ مشروع بالتعاون مع منظمة اليونسكو وبدعم من المنظمة الإيطالية للتنمية، والذي يتضمن تدريب أكثر من 90 موظفًا على نظام (LIS) لأتمتة مصادر المكتبة، إضافة إلى بناء قدرات العاملين وفق المعايير العالمية".
ولفت، الى ان "المكتبة، تعمل على إنشاء مركز للرقمنة والأرشفة لحفظ الكتب النادرة والمخطوطات، بالتعاون مع مؤسسات دولية مثل المكتبة البريطانية ومكتبة الكونغرس".
وأكد جاسم، أن "خدمات المكتبة ليست مخصصة لطلبة الجامعة فحسب، بل مفتوحة لجميع الباحثين من مختلف أنحاء العراق وحتى من خارج البلاد، حيث يتم تقديم الدعم للطلاب العراقيين في الخارج عبر البريد الإلكتروني الخاص بالمكتبة".
وتابع، أن "المكتبة تستقبل يوميًا أكثر من ألف مستفيد، حتى خلال العطلتين الصيفية ونصف السنوية، وسط أجواء علمية مميزة، كما تضم المكتبة العديد من اللوحات التي توثّق مراحل إعادة إعمارها، بفضل جهود كوادر جامعة الموصل والمنظمات الدولية، إضافة إلى الدور البارز للفرق التطوعية في بداية عملية الإعمار".