كيف نتعامل مع الأطفال في الأوقات العصيبة؟

الإشراق | متابعة.

يشخص الأطفال دائماً إلى ذويهم طلباً للشعور بالسلامة والأمان، ويزداد ذلك خلال الحرب والعدوان، فيما يلي بعض النصائح حول كيفية إجراء حوار مع طفلك لتوفير الدعم له في هذه الظروف العصيبة.

 

يخلّف العدوان والقصف والغارات المتلاحقة مشاعر مختلفة من الخوف والحزن والغضب والقلق،  تؤثر  على الناس وخاصة الصغار منهم.
فما يرتكبه الاحتلال في فلسطين و لبنان من اعتداءات وغارات ومجازر أمام مرأى شاشات العالم، يشكّل إبادة جماعية لا مثيل لها، تترك آثارها السلبية وندوبها في النفوس والعقول
وكما أوردنا في تقرير سابق، تؤثّر الحروب على الصحة النفسية للإنسان، بما ينتج عنها من اضطرابات نفسية وعقلية قد تمتد لفترات زمنية طويلة، والتي قد ينتقل أثرها من جيل إلى آخر.
وفي العموم، علينا تذكير الأطفال دوماً، أن الخير سينتصر على الشر مهما تمادى العدوان، وأن الإيمان والدعاء والصبر من أهم العناصر  التي يجب أن يتحلى بها الإنسان في الظروف الصعبة.

وخلال الحرب يتطلع الأطفال دائماً إلى والديهم طلباً للشعور بالسلامة والأمان، ويزداد ذلك في أوقات الأزمات.
فيما يلي بعض النصائح  حول كيفية إجراء حوار مع طفلك لتوفير الدعم له والراحة وفق منشورات "منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف":
 اكتشف ما يعرفونه وطبيعة ما يشعرون به
 لكي تبدأ بحوار نافع مع الطفل علينا أن نسأله عما يعرفه وكيف يشعر حياله. وقد لا يعرف بعض الأطفال سوى القليل عما يحدث ولا يهتمون بالتحدث عنه. لكن قد يكون لدى البعض الآخر قلق من دون البوح بذلك. أما مع الأطفال الأصغر سناً، فقد يساعد الرسم والقصص والأنشطة المختلفة في فتح الحوار معهم.
من المهم التحقق مما يراه الأطفال ويسمعونه، فهم قادرون على اكتشاف الأخبار بطرق مختلفة. إنها لفرصة جيدة حتى تطمئنهم وربما تصحّح أية معلومات غير دقيقة صادفوها، سواء عبر الإنترنت أو "السوشيل ميديا" أو على شاشة التلفاز أو في المدرسة أو من الأصدقاء.

يمكن أن يؤدي التدفق المستمر للصور والأخبار المزعجة إلى الشعور بأن الأزمة تحيط بنا. قد لا يميز الأطفال الأصغر سناً بين الصور التي تظهر على الشاشة وواقعهم الشخصي، وقد يتسرب لهم الاعتقاد بأنهم في خطر داهم، حتى لو كانت الحرب تحدث بعيداً عنهم. ولربما رأى الأطفال الأكبر سناً أشياء تقلقهم على وسائل التواصل الاجتماعي، فيخافون من كيفية تصاعد الأحداث.

التعامل مع الأسئلة
وفي هذه الحالة،علينا ألا تقلل من شأن مخاوف أطفالك أو تتغافل عنها. وإذا طرحوا عليك سؤالاً شديد الوقع بالنسبة لك، مثل "هل سنموت جميعاً؟" فطمئنهم بأن ذلك لن يحدث، ولكن حاول أيضاً معرفة تفاصيل ما سمعوه ولماذا أقلقهم؟ إذا تمكنت من فهم مصدر قلقهم، فغالب الظن أنك ستكون قادراً على طمأنتهم (وربما ارشادهم)..
أكّد لهم أنك تتفهم مشاعرهم، وطمئنهم أن كل ما يشعرون به طبيعي. بيّن لهم أنك تنصت إليهم بكلّيتك من خلال منحهم كامل اهتمامك، وذكرهم بأنك ترحب بحديثهم إليك — وقتما يشاؤون — أو إلى أي شخص بالغ آخر موضع ثقة.
 حافظ على حديث هادىء متناسب مع عمر الطفل
للأطفال الحق في معرفة ما يحدث في العالم، ولكن البالغين يتحملون أيضاً مسؤولية الحفاظ على سلامتهم من الكرب. فأنت تعرف طفلك جيداً، لذا استخدم لغة تناسب عمره. راقب ردود أفعاله، وكنّ متنبهاً لمستوى قلقه.
أما بالنسبة لك، فمن الطبيعي أيضاً أن تشعر بالحزن أو القلق تجاه ما يحدث. ولكن ضع في اعتبارك أن الأطفال يستمدون ردة فعلهم العاطفية من البالغين، لذا حاول ألا تبالغ في مشاركة مخاوفك مع طفلك. تحدث بهدوء وكن مدركاً للغة جسدك، كتعبيرات وجهك مثلاً.
استخدم لغة تناسب عمرهم وراقب ردود أفعالهم
بقدر استطاعتك يمكنك طمأنة أطفالك بأنهم في مأمن من أي خطر.  وتذكر أنه لا بأس عليك إن لم تستطع أن تقدم جواباً لكل سؤال. يمكنك القول بإنك بحاجة إلى البحث عن الجواب، أو أن تستفيد من السؤال بجعله فرصة تبحث من خلالها مع الأطفال الأكبر سناً عن الإجابات. استخدم مواقع الويب الخاصة (الآمنة). و وضّح لهم أن بعض المعلومات التي تقدمها الإنترنت ليست دقيقة، وأكد على أهمية العثور على مصادر موثوقة للمعلومات.
 التركيز على من أهمية تقديم المساعدة
من الأهمية بمكان أن يعرف الأطفال أن الناس يعينون بعضهم بعضاً بأعمال تنم عن الشجاعة وكرم الخلق. ابحث عن قصص ذات تأثير إيجابي، كأمثال أولئك الذين لبّوا نداء المساعدة من فورهم، أو الشباب الذين هبّوا لللنجدة وغير ذلك، فعمل الخير مهما صَغر سيجلب لهم شعوراً عارماً بالراحة.

وهنا، حاول أن تعرف إذا ما كان طفلك يرغب في المشاركة في أي عمل إيجابي. ربما يمكنه رسم ملصق ما أو كتابة قصة أو أبيات شعرية. أو ربما يمكنك المشاركة في حملة جمع تبرعات محلية أو توقيع عريضة.
 الحد من سيل الأخبار المتدفق
كن مدركاً لكمية الأخبار التي يطلع عليها أطفالك، خاصة تلك التي تكثر فيها العناوين المثيرة للقلق والصور المزعجة. حاول ألا تتابع الأخبار في وجود الأطفال الأصغر سناً. أما مع الأطفال الأكبر سناً، فيمكنك استغلال مشاهدتهم للأخبار كفرصة لمناقشتهم في مقدار الوقت الذي يقضونه في متابعتها، وما هي مصادر الأخبار التي يمكن أن يثقوا بها. 
وفي هذا المضمار، حاول قدر الإمكان إيجاد نشاطات إيجابية تشغل بها أطفالك، كلعب لعبة أو الذهاب في نزهة سويةً.
 اهتم بنفسك!
ستتمكن من مساعدة أطفالك على نحو أفضل إذا ما تمكنت أنت أيضاً من التأقلم مع هذا الحال. سوف يلحظ الأطفال طريقة استجابتك للأخبار، وذلك سيساعدهم على معرفة قدرتك على الهدوء وضبط النفس.

وإذا ما أحسست بالقلق أو الانزعاج، فخصص بعض الوقت لنفسك وتواصل مع الأسرة والأصدقاء والأشخاص الموثوق بهم. ضع في اعتبارك كيفية تناولك للأخبار: حاول تحديد أوقات معينة خلال اليوم لمتابعة ما يحدث بدلاً من الاتصال الدائم بالإنترنت.
وقدر المستطاع، خصص بعض الوقت للقيام بأمور تساعدك على الاسترخاء واستعادة التوازن.