كيف يؤثر فسفور الاحتلال على الصحة؟
الاحتلال الذي يضرب عرض الحائط بالقوانين الدولية وتوصيات الأمم المتحدة، يستخدم كل ما هو محرّم وقاتل للإنسان في حربه القذرة.
مجدّداً، يضرب "جيش" الاحتلال المدنيين بالفسفور الأبيض وغيره المحرّم دولياً، كما فعل ليل أمس عندما أغارت طائراته على مركز الدفاع المدني التابع للهيئة الصحة الإسلامية في بيوت وأوقعت طاقمه بين شهيد وجريح.
الاحتلال الذي يضرب عرض الحائط بالقوانين الدولية وتوصيات الأمم المتحدة، يستخدم كلّ ما هو محرّم وقاتل للإنسان في حربه القذرة.
وفي [خر تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" في حزيران/يونيو فإن "إسرائيل" استخدمت الفوسفور الأبيض في 17 بلدة في جنوبي لبنان منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
كيف يؤثّر الفسفور على صحة الإنسان؟
يؤثر الفسفور الأبيض على صحة الإنسان بطريقتين تعتمدان على الفترة الزمنية التي تمّ خلالها التعرّض للفسفور الأبيض:
وتظهر عند التعرّض إلى مستويات عالية من الفسفور الأبيض لفترة وجيزة عن طريق الابتلاع أو الاستنشاق أو الجلد أو العينين، ويظهر أثر الابتلاع على ثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى: وهي المرحلة التي تكون بعد دقائق إلى ثماني ساعات بعد التعرّض للفسفور الأبيض، وفي هذه المرحلة تظهر التأثيرات على الجهاز الهضمي. وقد تكون الآثار في هذه المرحلة شديدة إلى درجة أن تؤدي إلى الوفاة خلال24 إلى 48 ساعة.
المرحلة الثانية: وهي المرحلة التي تلي المرحلة الأولى، وهي مرحلة خالية من الأعراض وتستمر لمدة 8 ساعات إلى نحو يومين.
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة تتسم بتراجع متسارع للحالة حيث يحدث فيها فشل في عدة أعضاء في الجسم، وقد تبدأ هذه المرحلة بعد 4 إلى 8 أيام من بدء المرحلة الثانية، وتحدث فيها تأثيرات شديدة على الجهاز الهضمي (قيء وتشنجات وآلام في البطن)، وعلى الكلى، وعلى الكبد، وعلى القلب والأوعية الدموية وعلى الجهاز العصبي المركزي وقد تنتهي هذه المرحلة بالوفاة.
وقد أظهرت التجارب على الفئران والجرذان أن للفسفور الأبيض سمية حادة شديدة عند التعرّض له عن طريق الفم. أما إذا حدث التعرّض عن طريق الاستنشاق فإنه يؤدي إلى تهيّج في الجهاز التنفّسي وسعال.
وفي الدراسات التي أجريت على الحيوانات، أظهرت النتائج ظهور آثار سلبية على الجهاز التنفسي والكلى والكبد عند استنشاق دخان الفسفور الأبيض.
التأثير على الجلد
وقد يكون التعرّض للفسفور الأبيض عن طريق الجلد، ويؤدي ذلك عند البشر إلى حروق شديدة وتكون هذه الحروق نخرية (بالإنكليزية: Necrotic)، ويكون لونها أصفر وتتوهّج تحت الأشعة فوق البنفسجية، كما أن لها رائحة شبيهة برائحة الثوم.
أما في حال تعرّض العينين إلى أبخرة الفسفور الأبيض، فإن ذلك يسبّب تهيّجاً شديداً وإحساساً بوجود جسم غريب فيها، ويؤدي أيضاً إلى فرط إنتاج الدموع أو الدمعان (بالإنكليزية: Lacrimation)، وتشنّج الجفن (بالإنكليزية: Blepharospasm)، وزيادة الحساسية للضوء أو رهاب الضوء (بالإنكليزية: Photophobia).
كما أن جزيئات الفسفور كاوية وتؤدي إلى تلف شديد في حال ملامستها للأنسجة؛ حيث أنها قد تسبّب ضرراً للقرنية بما في ذلك حدوث ثقب، أو التهاب داخل مقلة العين (بالإنكليزية: Endophthalmitis)، وانقلاب غير طبيعي للجفن (بالإنكليزية: Ectropion).
ما هو الإسعاف الأوّلي عند التعرّض للقنابل الفسفورية؟
يكون العلاج الأوّلي بعد التعرّض للفسفور الأبيض علاجاً داعماً في المقام الأول، حيث لا يوجد أي دواء في حال التسمّم بالفسفور الأبيض، ويتمّ التعامل مع حالة الشخص المعترض للفسفور الأبيض بحسب طريقة التعرّض:
في حال التعرّض عن طريق العين
يجب إبعاد الضحية فوراً عن مكان التعرّض.
يجب غسل العينين بكمية كبيرة من الماء البارد لمدة ١٥ دقيقة على الأقل.
يجب إبقاء العيون مغطاة بكمادات رطبة لمنع جزيئات الفسفور الأبيض من إعادة الاشتعال.
يجب تجنّب وضع أي مرهم ذو أساس زيتي أو دهني لأنه قد يزيد من امتصاص الفسفور الأبيض.
يجب طلب العناية الطبية مباشرة بعد ذلك.
في حال التعرّض عن طريق الابتلاع
يجب إبعاد الضحية فوراً عن مكان التعرّض.
يجب التأكّد من أن المجرى التنفسي للضحية غير مسدود.
يجب عدم تحفيز التقيّؤ.
يجب مراقبة وظائف القلب وتقييم وجود انخفاض في ضغط الدم (بالإنكليزية: Hypotension)، أو وجود اضطراب في نبضات القلب (بالإنكليزية: Dysrhythmia)، أو هبوط في التنفّس (بالإنكليزية: Respiratory Depression).
يجب تقييم انخفاض سكر الدم (بالإنكليزية: Hypoglycemia)، أو وجود اضطراب في توازل الشوارد الكهربية (بالإنكليزية: Electrolytes Imbalance)، أو انخفاض مستويات الأكسجين (بالإنكليزية: Hypoxia).
يجب إعطاء سوائل وريدية في حال ملاحظة أي دليل على حدوث صدمة (بالإنكليزية: Shock) أو انخفاض في ضغط الدم.
يجب طلب العناية الطبية مباشرة بعد ذلك.