الندّية الإيرانية تكسر قرصنة الأموال الأميركية

ishraq

الاشراق

الاشراق|متابعة 

ما يميز اتفاق تبادل السجناء هذا بين واشنطن وطهران هو الاضطرار الأميركي إلى الإفراج عن المليارات من أموال القرصنة الأميركية، بما يعيد عقارب الساعة إلى الوراء 4 عقود

عكس اتفاق تبادل السجناء بين إيران وأميركا مستوى النديّة الذي صفع جبروت الغرور الأميركي، وخصوصاً ما تضمنه من الإفراج الأميركي عن 6 مليارات يورو من الأموال الإيرانية المجمدة منذ انتصار الثورة الإسلامية، بما أعطى درساً شافياً للشعوب المستضعفة في طبيعة اللغة التي يفهمها الأميركي.

إنها لغة القوة أو هي معادلة الصبر الاستراتيجي في مشاغلة الأميركي ومغالبته في الميادين التي توتر أعصابه، بما يدفعه إلى الرضوخ. وهنا، جاءت المماثلة الإيرانية في اعتقال 5 من الأميركيين المدانين بالتجسس، وهو فعل تجبن عنه غالبية دول العالم، لترسي معياراً سياسياً أمنياً عابراً للقارات والقدرات، وخصوصاً أن الأميركي يحق له في العرف العالمي الكسيح ما لا يحق لغيره. 

كسرت إيران منذ انتصار ثورتها حاجز الهيبة الأميركية في جوانب جوهرية عديدة، وهي التي احتجز طلبتها الجامعيون غداة الثورة مئات الأميركيين في سفارتها في طهران فترة طويلة من الزمن، ما أهّلها لاحقاً لمقارعة العربدة الأميركية على امتداد الإقليم، كما العالم، عبر البحار وحتى المحيطات، وصولاً إلى فنزويلا، جنوب أميركا، في عملية كسر جريئة للحصار الأميركي على تلك الدولة الأميركية الجنوبية المتحررة من قبضة واشنطن.


لذا، اضطر الأميركي، وخلال هذا العقد، إلى إجراء 3 صفقات لتبادل السجناء مع إيران، كان أولها في عهد أوباما عام 2016، وشمل 5 أميركيين و7 إيرانيين. وعام 2019، اضطر دونالد ترامب في أوج انفعاله الجنوني ضد إيران إلى الإفراج عن الأكاديمي الإيراني مسعود سليماني مقابل الجاسوس الأميركي شيوي وانغ، وهو ما تكرر عام 2020 بالإفراج الأميركي عن عالميْن إيرانيين في مقابل جندي أميركي كان محكوم بالسجن لمدة 10 سنوات في طهران.

 ما يميّز اتفاق تبادل السجناء بين واشنطن وطهران هو الاضطرار الأميركي إلى الإفراج عن المليارات من أموال القرصنة الأميركية، بما يعيد عقارب الساعة إلى الوراء 4 عقود، إذ لم يعد الأميركي سيد العالم في وجه إيران، وكوريا الجنوبية الخاضعة للسيف الأميركي تمرر عبر الوسيط القطري مليارات إيرانية محتجزة بحكم أميركي جائر، وهو حكم خارج الإرادة الدولية والأممية بحق دولة عضو في الأمم المتحدة.

واليوم، تضطر الولايات المتحدة خانعة إلى إعادة هذه الأموال، وإن باشتراط استخدامها في شأن إنساني واقتصادي، فهي في كل الأحوال دخلت البنك المركزي الإيراني لتضخ فيه سيولة تساعد في كسر الحصار الأميركي القائم ضد الاقتصاد وكل أشكال النشاط الإنساني الإيراني.

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP