المشهد الملتبس في مسار التطبيع بين السعودية و"إسرائيل"

ishraq

الاشراق

الاشراق|متابعة 

الأطراف الرئيسية المتصلة بملف التطبيع تدرك أن المعادلة التي أفرزت "اتفاقات أبراهام" ما زالت عناصر غير متفاعلة بالشكل الذي يؤدي إلى بلورة اتفاقية جديدة طرفها الآخر السعودية.

تشهد المنطقة عدداً من التحركات المعلنة وغير المعلنة ومساعي أميركية وإسرائيلية لدفع مسار التطبيع بين العدو الإسرائيلي والمملكة السعودية، بيد أن الأطراف الرئيسية المتصلة بملف التطبيع في المنطقة تدرك أن المعادلة التي أفرزت "اتفاقات أبراهام" بين العدو ودولتي الإمارات والبحرين، وأثمرت عقد منتدى ضم ممثلين عن دول التطبيع والولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي.

كما رفعت مستوى العلاقة بين الأخير والمغرب، ما زالت عناصرها ومركباتها غير متفاعلة بالشكل الذي يؤدي إلى بلورة اتفاقية جديدة طرفها الآخر السعودية، الأمر الذي يشير إلى أن الأسئلة التي تطرح عن مدى جدية التحركات وقدرتها على تذليل العراقيل والعقبات أمام طريق الاتفاق بين العدو والمملكة برعاية أميركية أكثر من الإجابات، على نحو يبقي المشهد ملتبساً.

وما يرفع مستوى الالتباس هو التحول في موقف قيادة السلطة الفلسطينية التي اتخذت مواقف حادة حيال "اتفاقيات أبراهام"، انسجاماً مع معادلة التسوية التي رسمها السيد محمود عباس، والتي نصت على أن الاتفاق على نهاية الصراع بين العدو ومنظمة التحرير الفلسطينية سيتبعه تطبيع الدول العربية والإسلامية مع العدو، وليس العكس، إلا أن "اتفاقيات أبراهام" قلبت المعادلة رأساً على عقب، ما أدى إلى أن تستشيط السلطة ورئيسها غضباً وحنقاً على الدول الموقعة عليها، ولا سيما دولة الإمارات، بيد أن مواقف السلطة تجاه مساعي العدو وإدارة بايدن لضم السعودية إليها اختلفت كلياً، ما أثار التساؤلات وعزز الالتباس في المشهد القائم.

وقبل يومين، زار بريت ماكغورك، مبعوث الإدارة الأميركية إلى الشرق الأوسط، الرياض، لعقد اجتماع مع وفد من السلطة الفلسطينية موجود في السعودية، وسيعرض فيه المبعوث الأميركي رؤية إدارته "للامتيازات" التي ستقدم للسلطة في حال انخرطت في مسار تطبيع العلاقات بين العدو والسعودية ولم تعارضه. 

ما هو بعيد عن الالتباس أن إدارة بايدن متحمسة بشكل كبير لعقد اتفاق تطبيع بين العدو والمملكة، وذلك قبيل إطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية بعد نحو عام، ما يحسن فرص الحزب الديمقراطي في الانتخابات، ويعزز ترشح بايدن لولاية جديدة.

كما أنَّ الإدارة الأميركية تعي أن اتفاقية التطبيع بالمعايير الأميركية التي ستمنح السلطة الفلسطينية بصيص أمل وضوء في نهاية النفق يبقي حل الدولتين على الطاولة، ستؤدي إلى تفكك حكومة نتنياهو الفاشية، على اعتبار أن بن غفير وسموترتش سيرفضان بشدة أي "تنازلات"، ولو رمزية، لمصلحة السلطة التي يسعيان لتفكيكها والتخلص منها وفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية المحتلة بعد ضمّها وإغراقها بالاستيطان والمستوطنين، على نحو سيعزز فرص تشكيل حكومة جديدة بمشاركة بيني غانتس، الأمر الذي يتفق مع رغبة نتنياهو، لكونه سيبقيه على رأس حكومة العدو، وسيخلصه من الصورة النمطية الفاشية لحكومته بسبب قطبي الصهيونية الدينية سموترتش وبن غفير.

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP