حوارة الفلسطينية.. بلدة الزيتون التي ولى فيها زمن النكبة إلى الأبد!

ishraq

الاشراق

الاشراق | متابعة.

"نعيش هنا دون أن نفكر في المغادرة.. زمن النكبة ولّى إلى الأبد".. بهذه الكلمات يضع سعيد أحمد، من سكان بلدة حوارة الفلسطينية حدا للطموحات الإسرائيلية الرامية إلى السيطرة على البلدة التي تتمتع بموقع استراتيجي يبعد 9 كيلومترات عن مدينة نابلس (بالضفة الغربية).

يعني اسم حوارة باللغة السريانية "البياض" أو "الأرض البيضاء"، وسُميَّت بذلك لبياض تربتها، وتشتهر تاريخيا بأنه بلدة زراعة الزيتون وتجار الذهب.
وادي الشلالة - ويكيبيديا
وفي 26 فبراير/شباط المنصرم، شن مستوطنون إسرائيليون هجوما انتقاميا هو الأعنف منذ سنوات على حوارة، بعد إطلاق نار من قبل فلسطيني مشتبه به أسفر عن مقتل مستوطنين إسرائيليين بالقرب من البلدة.

وأسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل فلسطيني وإصابة العشرات وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات الفلسطينية.

وقال أحمد في تصريحات لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، إن العيش في حوارة لا يشبه العيش في أي مكان آخر، واصفا إياها بأنها بلدة غير عادية "تعيد تشكيل حياتها من رماد العنصرية الإسرائيلية ضدها".

وبيّن أن منازل البلدة شيدت في السابق من الطين المجفف ثم من الطوب ثم من الحجارة البيضاء التي اشتهرت عدة مدن فلسطينية باستخراجها.

غير أن هذه البيوت، رغم اختلاف طبيعة بنائها، ظلت على مر الأزمان شاهداً على إصرار سكانها على العيش فيها دون تردد، بغض النظر عن الصعوبات والعقبات.

وأضاف أحمد: "والدي كان مزارعًا ونصحنا بالسير على خطاه، لكن الآن لا يمكننا الوصول إلى أرضنا (بعد مصادرتها من قبل الاحتلال) نراها من بعيد ولا يمكننا الاقتراب منها".
حوارة الفلسطينية.. بلدة الثورات التي يسعى الاحتلال لمحوها | الموسوعة |  الجزيرة نت

وفي إشارة إلى الهجوم الأخير الذي تعرضت له البلدة، قال أحمد: "يأتي المستوطنون إلى منازلنا ويحرقونها، لكننا نصر على العودة في كل مرة لاستعادة حياتنا".

وعقّب: "نعيش هنا دون أن نفكر في المغادرة. زمن النكبة ولى إلى الأبد"، في إشارة إلى طرد آلاف الفلسطينيين من منازلهم مع ظهور إسرائيل في أواخر الأربعينيات.

ووفق رائد مقادي، الباحث في مركز أبحاث الأراضي، فقد عانى أهالي حوارة خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2004)، من الممارسات السادية للاحتلال، حيث دفع بدباباته العسكرية إلى مركز مدينة حوارة، وأغلق نصف المدينة، وهدم عددًا من المنازل وحولها لبلدة مدمرة.

وأشار إلى أنه منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي وبناء المستوطنات، يُمنع السكان بانتظام من المرور في الشارع الرئيسي، ومن التوسع العمراني، وحتى من فتح المحلات التجارية.

وتتم مصادرة الأراضي لصالح المستوطنات، وعرقلة البناء ومنع الوصول إلى الأراضي الزراعية، ولم يتبق الكثير لسكان حوارة.

الزيتون والذهب

وذكر الموقع البريطاني أن أراضي حوارة التي اشتق اسمها من نوع التربة البيضاء التي تشتهر بها، مغطاة بأشجار الزيتون المزروعة بدقة في صفوف مزخرفة، في علامة على تاريخ المدينة الطويل.

ويبلغ عدد سكانها حاليًا أكثر من 7 آلاف نسمة، ويعتمدون تاريخيًا على الزراعة لكسب الرزق. لكن مع بدء المستوطنين الإسرائيليين في التعدي على أراضيهم، وتقليص المساحات الزراعية، أُجبر العديد من السكان على مر السنين على العمل في التجارة أو تولي وظائف حكومية بدلاً من ذلك، وفقًا لمقادي.

كما يرتبط أهل حوارة بالذهب منذ سنوات؛ إذ عمل التجار في تجارة الذهب وبيع المعادن النفيسة في المحلات التجارية في مدينتهم وأماكن أخرى، مثل نابلس ورام الله.

على الرغم من أن سهل حوارة الزراعي يعتبر أكبر سهل في فلسطين، إلا أن زيادة استيطان الإسرائيليين على الأراضي الفلسطينية أو بالقرب منها منع السكان من الاستفادة منه.

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP