معرض «القاهرة» في غاليري بيكاسو..ملامح المدينة العتيقة!

ishraq

الاشراق

الاشراق | متابعة.

تم اختيار (القاهرة) عاصمة ثقافية لدول العالم الإسلامي عام 2020، ونظراً لجائحة كورونا تم تأجيل هذه الاحتفالية حتى شهر إبريل/نيسان من العام الحالي 2022. وبهذه المناسبة اجتمع بعض الفنانين التشكيليين المصريين للمشاركة بأعمالهم، احتفاء بالمدينة العتيقة، من خلال الشارع الأشهر في القاهرة الإسلامية (شارع المُعز لدين الله الفاطمي) خاصة مدرسة ومسجد وخانقاه وقبة الظاهر برقوق، أو ما يُسمى بـ(مجموعة السلطان برقوق) الذي كان أساس لوحاتهم، وإن كان كل منهم عبّر عن إحساسه بالمكان من خلال أسلوبه ورؤيته وتقنيته المعروف بها، وهؤلاء الفنانون هم.. إبراهيم غزالة، أحمد سليم، أشرف رضا، أماني زهران، جمال مليكة، فريد فاضل، محمد الناصر وياسين حراز. والمعرض يُقام حالياً في غاليري بيكاسو في القاهرة.

الأثر الباقي

كانت القاهرة الإسلامية بتفاصيلها المعمارية دائما، مصدر إلهام كبير للفنانين على مرّ العصور، بداية من الرسوم المعهودة للمستشرقين، حتى قيام نهضة الفن المصري الحديث في رصد تفاصيل المدينة، برؤية وعيون المصريين أنفسهم. لم تكن القاهرة الإسلامية مجرد مدينة تملؤها الروح الدينية، حيث انتشار المساجد ومقامات الأولياء والأسبلة والأضرحة، هناك جو عام تتنفسه القاهرة، خاصة تلك الأماكن التي لم تزل تحتفظ بالروح القديمة، مما كان له أكبر الأثر على ساكني هذه المناطق، من حيث السلوك وطبيعة المعيشة والبيئة المختلفة عن أي منطقة أخرى من مناطق القاهرة الكثيرة، فالحواري والأزقة مختلفة، وكذا الحِرَف والصناعات في هذه المنطقة الأثرية، وكلها الآن حِرَف تعاني مظاهر الاندثار.

للفنان أشرف رضا – للفنان إبراهيم غزالة

أجواء مدينة

أما بالنسبة للوحات الفنانين المشاركين في معرض (القاهرة) فتنوعت أساليبهم وتقنياتهم للتعبير عن أجواء القاهرة الإسلامية، محاولة تجسيد ملامح المنطقة الأشهر (شارع المُعِز). هنا حاول الفنان عدم الفصل بين طبيعة المكان والناس، ككيان واحد لا يتجزأ.. الشارع، القباب، المآذن، الحوانيت، المحال، المقاهي، البائعة وأصحاب المهن. وحيث دائماً في العمق من اللوحة المئذنة المرتفعة التي تتوسط المشهد المرسوم، دون نسيان بعض من البنايات الحديثة، التي أصبحت تملأ القاهرة، وتشوّه السِمت العام للمكان.

قاهرة الفنان

رغم أن التصوير هو الفن الغالب على أعمال الفنانين، إلا أن هناك تنويعات أخرى كما في لوحات أشرف رضا، الذي تفاعل مع القاهرة من خلال الفن الرقمي، ولم ير المكان إلا من خلال لوحات للزخارف الإسلامية المسيطرة على المكان، سواء في البنايات الأثرية المقدسة، أو المشربيات والأبواب الضخمة الشهيرة، مثل باب الفتوح وباب زويلة. فاللوحات هنا تمثل الحد الأقصى من التجريد، وهو ما كان يميز الفن في تلك الفترة، أو ما أطلق عليه الفن الإسلامي عموماً. أما باقي الفنانين فكان التجسيد ـ المكان وشخوصه وروحه ـ هو أساس أعمالهم الفنية، مع اختلاف الرؤى والتوجهات، كالتعبيرية التجريدية في لوحات جمال مليكة، أو الاهتمام بالمكان أكثر، كما في أعمال أحمد سليم، أو أن يتصدر الناس المشهد، خاصة الباعة ومهنهم، كعمل أماني زهران، أو النقل الأقرب إلى التوثيق، مع اجتماع الكثير من العناصر في مكان واحد، حتى إن كانت غير منطقية أو مُفتعلة، كعادة أعمال فريد فاضل. كذلك يصبح المكان وبنياته هو أساس المشهد، كما في عمل محمد الناصر، أو أن يكون الأساس رواده، من المصريين والأجانب ـ السائح ـ كأعمال إبراهيم غزالة، وصولاً إلى التناقض بين ما كان وما هو كائن من بنايات حديثة سطت على تراثية المكان وشوّهت تفاصيله، وكأنه زمن ولّى، حيث تتصدر المقابر اللوحة، ثم الجامع الشهير في المنتصف، وفي الخلفية تبدو البنايات الشاهقة والمتناثرة، هذه الحالة مثلتها لوحات ياسين حراز.

للفنان جمال مليكة

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP