26/12/2025
اسرة و مجتمع 7 قراءة
صيحات عطور 2026 ..عودة التجربة الحسية والابتعاد عن «النسخ السهلة»!

الاشراق
الاشراق | متابعة.
في كل نهاية عام، لا تقتصر التوقعات على اتجاهات الشعر والمكياج فقط، بل تمتد إلى العطور بوصفها «لغة مزاج» تتأثر بالمناخ الثقافي والاقتصادي وحتى السياسي.
صحيح أن العطر خيار شخصي جداً، لكنّ سلوكنا الجماعي يلتقط إشارات واضحة: ما الذي يمنحنا الطمأنينة؟ وما الذي نبحث عنه كهروبٍ صغير أو كتعبيرٍ عن هوية جديدة؟ في قراءة مبكرة لاتجاهات 2026، تشير تحليلات خبراء العطور إلى موجة تتأرجح بين الحنين والجرأة، وبين «راحة الجلد» والابتكار الكيميائي، مع تحوّل ملحوظ في الطريقة التي نشتري بها العطر ونرتديه ونمزجه.
نوتات حليبية وفواكه غير متوقعة
تتوقع خبيرة العطور سوزي نايتنغيل أن تتسع مساحة «النوتات الحليبية/ اللاكتونية» في 2026، خصوصاً عندما تمتزج بالخزامى (Lavender) والسوسن (Iris) لتُنتج إحساساً «جلدياً» ناعماً ومطمئناً. اللافت أن هذه النوتات لا تُقدَّم فقط كترفٍ حلو، بل كجزء من مفهوم الرعاية الذاتية—عطر يواسي ويهدّئ ويشبه «بطانية» خفيفة على الحواس.
وفي الفواكه، تبتعد الموجة عن «هيمنة الكرز» التي طبعت سنوات الغورماند الأخيرة، لمصلحة فواكه أكثر غرابة وحيوية مثل الفراولة البرية، والليتشي والمانغو.
وتربط نايتنغيل ذلك بتقنيات استخراج أحدث تجعل الفاكهة «أقرب إلى الواقع»: بدلاً من الحلاوة الصناعية الثقيلة، تظهر حموضة منعشة تقطع السكر، كأنك تشم قشرة ثمرة ناضجة للتو، لا نسخة «حلوى مطاطية».
الغورماند… لكن بنَفَسٍ مالح ومُريح
إذا كان الغورماند تقليدياً مرادفاً للفانيلا والكراميل والحلاوة الصريحة، فإن 2026 سيوسّع هذه العائلة إلى «محفظة مالحة» تتكون من نوتات شهية لكن غير صاخبة: فستق، أكوردات ألبان، أرز، ولمسة ملوحة ناعمة.
الفكرة هنا ليست «الحلوى» بقدر ما هي «الدفء والاعتياد»؛ عطور تشبه طقوساً يومية مريحة، وتتماهى مع حديث العافية والهدوء والاتزان النفسي. إنها غورماند تُشبع الإحساس بالسكينة أكثر مما تُشبع الرغبة في السكر.
من «عطر واحد» إلى الاستكشاف والطبقات
سيكون عام 2026 أقل انشغالاً بفكرة العثور على «العطر الوحيد» وأكثر تشجيعاً على التجريب. الرسالة الأساسية: الفضول. العودة إلى تجربة العطر في المتجر، شمّه ببطء، طرح الأسئلة، وترك مساحة للمفاجأة. وحتى لمن لا يستطيع التسوق حضوريّاً، يبرز حل عملي سيزداد حضوراً: مجموعات الاكتشاف (Discovery Sets)، لأنها تمنح وقتاً كافياً «للعيش مع العطر» على الجلد قبل الالتزام بزجاجة كاملة. هذا يواكب أيضاً ثقافة «اللايرينغ» (Layering) حيث يصبح العطر أقرب إلى خزانة ملابس: نغيّره وفق المزاج والمناسبة والهوية التي نريدها اليوم.
جزيئات «كابتيف»
على جانب الابتكار، تتوقع خبيرة العطور آمنا لون صعود العطور المعتمدة على جزيئات كابتيف (Captive Molecules)—وهي مكونات «مملوكة/محميّة ببراءات» لدى بيوت تركيب الروائح—لأنها تمنح رائحة فريدة وإحساساً بالحصريّة. اللافت أن اهتمام المستهلكين لا يتوقف عند الزجاجة؛ فبعضهم بات يشتري مكونات «محميّة» مباشرة لتعزيز مهارات المزج وإضافة طبقات خاصة به.