الزئبق يضاعف خطر وفاة الدلافين الصغيرة.. كيف يؤثر في الإنسان؟

ishraq

الاشراق

الاشراق | متابعة.

تموت الدلافين الصغيرة (خنازير البحر) في المياه البريطانية بمعدلات غير مسبوقة بسبب التسمم بالزئبق، وفقًا للباحثين في جمعية علم الحيوان بلندن (ZSL). وبما أن هذه الدلافين تعد من الحيوانات المفترسة في قمة السلسلة الغذائية، فإنها تتراكم فيها كميات كبيرة من الزئبق نتيجة استهلاكها للحيوانات الأصغر؛ ما يؤدي إلى تراكم السموم في أجسامها.

ووفقًا لصحيفة "تلغراف" فإن الزئبق مادة سامة للغاية، تؤثر في الجهاز العصبي والهضمي، والبصر والقدرة الإدراكية والتكاثر والجهاز المناعي. أما لدى البشر، فقد سبب التعرض التاريخي للزئبق مرض "القبّاع المجنون"، الذي يتميز بالهذيان وفقدان الذاكرة واللامبالاة. أما في الدلافين الصغيرة، فالمشكلة الرئيسية تتعلق بالمناعة، حيث تزيد مستويات الزئبق العالية من قابلية الإصابة بالعدوى وخطر الموت.


وحلل فريق ZSL بقيادة روزي ويليامز أكباد أكثر من 700 دلفين صغير جرفتها الشواطئ البريطانية منذ عام 1900، ووجد أن مستويات الزئبق تضاعفت خلال السنوات الـ35 الماضية، بالتزامن مع زيادة ثلاثة أضعاف في مستويات الزئبق في المحيطات منذ الثورة الصناعية. وترتبط هذه الزيادة بالأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري والتعدين وإنتاج الأسمنت. وعند دخول الزئبق إلى البيئة البحرية، يتراكم في الكائنات الحية وينتقل عبر السلسلة الغذائية، ليتركز في الحيوانات المفترسة، مثل: الدلافين الصغيرة.

وأكد العلماء احتمالية تأثير ذلك في البشر قائلين: "إذا كانت الحيوانات المفترسة في المياه الساحلية البريطانية تتعرض لتلوث أكبر، فقد تتأثر بعض الأسماك والمأكولات البحرية التي نستهلكها بالطريقة ذاتها". ويشبه هذا التحذيرات المتعلقة بالحد من تناول الأسماك الكبيرة المفترسة مثل التونة، التي قد تحتوي أيضًا على مستويات عالية من الزئبق.

ورغم أن الدراسة لا تثبت بشكل قاطع أن الزئبق هو السبب الوحيد في وفاة الدلافين الصغيرة، فإنها تشير بقوة إلى أن  التلوث يلعب دورًا كبيرًا.
 

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP