20/12/2025
أمن 14 قراءة
حركة “ميغا-ترامب” تطلق اتهامات حول إطلاق النار في جامعة براون
.jpg)
الاشراق
الاشراق | متابعة.
في الساعات الأولى التي أعقبت حادثة إطلاق النار في جامعة براون، وقبل أن تُحدِّد السلطات الأمريكية هوية المشتبه به أو دوافعه، تكرّر مشهد بات مألوفًا: شخصيات يمينية بارزة، من بينها لورا لومر، سارعت إلى وسائل التواصل الاجتماعي لترويج مزاعم بأن منفّذ الهجوم مسلم، أو أن الحادثة نتاج “عنف يساري”.
لكن المشكلة الأساسية في هذه الرواية أنها بلا أي دليل.

فلا توجد مؤشرات على أن مطلق النار كان مسلمًا، وبالتأكيد لم يكن طالبًا فلسطينيًا كما حاول مروّجو نظريات المؤامرة الإيحاء. المشتبه به هو رجل يبلغ 48 عامًا، طالب سابق في جامعة براون ويحمل الجنسية البرتغالية، وعُثر عليه ميتًا في وقت متأخر من مساء الخميس، في ما بدا أنه انتحار. ولا توجد أدلة على أنه هتف «الله أكبر»، كما لم يكن الطالب الفلسطيني الذي جرى تداول اسمه وصورته على نحو خطِر عبر الإنترنت. وحتى الآن، لا تزال دوافع الهجوم غير معروفة، ولا يوجد ما يشير إلى أن القاتل استهدف إحدى الضحايا بسبب انتمائها الجمهوري.، وفقا لمنصة “زيتو”.
ورغم اتضاح الحقائق الأساسية، واصل بعض اليمينيين المتطرفين الترويج لخطاب معادٍ للمسلمين والفلسطينيين. فقد بادرت لورا لومر، التي تصف نفسها بأنها «إسلاموفوبية فخورة»، إلى نشر ادعاءات تحريضية، ثم استمرت لاحقًا في بث نظريات مؤامرة خطِرة حتى بعد انكشاف هوية المشتبه به.
والأخطر من ذلك أن مؤثرين يمينيين ومنظّري مؤامرة حاولوا ربط الجريمة بطالب فلسطيني بعينه، حيث سمّى بعضهم الطالب صراحةً وتداولوا صورته. كما أعاد آخرون نشر منشورات ومقالات مضللة، وتساءلوا عن سبب إزالة جامعة براون معلومات عن الطالب من موقعها الإلكتروني. وقد أدانت الجامعة ما وصفته بـ«التشهير المؤذي»، مؤكدةً أن «اتخاذ خطوات لحماية سلامة الأفراد، بما في ذلك ما يتصل بحضورهم الرقمي، إجراء غير معتاد في مثل هذه الحالات”.
وشارك في هذه الحملة التحريضية شخصيات من أقصى اليمين، من بينهم المستثمر المغامر شون ماغواير، إضافة إلى هارميت دهيلون، مساعدة المدعي العام لحقوق المدنيين في وزارة العدل في إدارة الرئيس دونالد ترامب، والنائبة الجمهورية آنا بولينا لونا، فضلًا عن منظّرة المؤامرة نعومي وولف، بحسب ما ورد في تقرير “زيتو”.
وفي موازاة ذلك، سارع مسؤولون وجمهوريون آخرون إلى إلقاء اللوم على «العنف اليساري» من دون أي سند. وقد ركّزوا سريعًا على هوية إحدى الضحايا، إيلا كوك، بوصفها جمهورية، فيما تجاهلوا ذكر الضحية الأخرى التي قُتلت، مختار عزيز عمورزاقوف، وهو شاب يبلغ 18 عامًا يحمل الجنسية الأمريكية المزدوجة ومن أوزبكستان، وكان في فصله الدراسي الأول. كما لم يأتِ هؤلاء على ذكر أسماء الجرحى التسعة الذين أُصيبوا في الهجوم.
ومن بين من روّجوا هذه الادعاءات: النائب الجمهوري براندون غيل من تكساس، والنائبة كلوديا تيني من نيويورك، والسيناتور الجمهوري عن ولاية ألاباما تومي توبيرفيل.
وفيما تواصل السلطات تحقيقاتها لتحديد دوافع إطلاق النار، والذي ربطته أيضًا بمقتل أستاذ معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا نونو لوريرو في منزله، تبدو الخلاصة واضحة: كان الأجدر بكل هذه الشخصيات انتظار الوقائع والأدلة، بدل القفز إلى استنتاجات تحرّكها الأحكام المسبقة أو الحسابات السياسية، لا الحقائق.