07/12/2025
اسرة و مجتمع 21 قراءة
إشادة أممية بالعراق .. جاد في منع تهريب المخدرات!

الاشراق
الاشراق | متابعة.
أكدت ممثل مكتب الأمم المتحدة المختص في شؤون مكافحة المخدرات، يمنى أبو حسين، اليوم الأحد، ارتفاع عدد متعاطي المخدرات عالمياً إلى 316 مليون شخص، فيما أشادت بحكومة العراق على جهودها في مكافحة المخدرات.
وقالت أبو حسين، في كلمةٍ لها خلال مؤتمر بغداد الدولي الثالث لمكافحة المخدرات، المنعقد في العاصمة بغداد، "نشيد بحكومة العراق، ولا سيما وزارة الداخلية، على ما قامت به مجدداً من جهد رائد في جمع الشركاء الإقليميين وعقد هذا المؤتمر الدولي الرفيع لمكافحة المخدرات، وهي خطر متفاقم لا يزال يثقل كاهل الأفراد والمجتمعات والدول ويمتد بظلاله إلى أرجاء المنطقة".
وأضافت، أن "إنتاج المخدرات والاتجار بها وتعاطيها يُهلك الأرواح ويزعزع الأمن ويثير العنف، كما يدر عوائد هائلة تُقدر بمليارات الدولارات سنوياً لصالح الجماعات الإجرامية المنظمة، التي لا تكف عن ابتكار وسائل متقدمة لتعزيز الإنتاج وتوسيع التوزيع وتمويه المخدرات كوسائل الاتصال".
وتابعت: "فضلاً عن ذلك، تنخرط العديد من هذه الجماعات في جرائم أخرى تشمل الاتجار بالبشر والاحتيالات الإلكترونية والغش والاستخراج غير المشروع للموارد":
وأشارت إلى، أن "أول اتفاقية للأمم المتحدة لمراقبة المخدرات وضعت قبل أربعة وستين عاماً، ولحقتها اتفاقيتان أمميتان تم اعتمادهما قبل أكثر من ثلاثين عاماً، وهي منظومة اتفاقيات تشكل بمجملها الأساس لعمل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، مع التأكيد على وجوب تبني نهج شامل ومتوازن في جهود منع ومكافحة المخدرات داخل المجتمعات".
وأردفت بالقول: "منذ عام 1997 يعمل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة على إصدار (التقرير العالمي عن المخدرات) سنويًا، وهو إصدار دولي فريد يعرض الاتجاهات العالمية والقارية والإقليمية في إنتاج المخدرات والاتجار بها وتعاطيها، شاملاً طيفاً واسعاً من المواد المخدرة، بدءاً بالقنب والأفيون والهيروين والكوكايين، مروراً بالمخدرات الاصطناعية، بما في ذلك المؤثرات العقلية الجديدة".
وتابعت: "يعتمد هذا التقرير على البيانات التي ترفعها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من خلال آليات معتمدة، إضافة إلى إسهامات الخبراء بما يتصل بضبط المخدرات وأسعارها وأنماط الاتجار بها وجرائم المخدرات، وكذلك تعاطي المخدرات وعلاج الإدمان والمؤشرات الصحية ذات الصلة".
ولفتت إلى، أن "تقرير هذا العام، الصادر في شهر حزيران الماضي ، بين أنه على الصعيد العالمي ارتفع عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات إلى 316 مليون شخص في عام 2023، بما يمثل زيادة قدرها 28% خلال العقد الماضي، ومن بين كل اثني عشر شخصاً ممن يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات، لا يتلقى العلاج سوى شخصٍ واحد فقط في عام 2023".
وأكملت بالقول: "مع وجود 244 مليون شخص يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات، يظل الكوكايين الأكثر استخداماً، وقد بلغ إنتاجه وتجارته وتعاطيه مستويات قياسية جديدة في عام 2023، محطّماً أرقامه السابقة ليصبح أسرع أسواق المخدرات غير المشروعة نمواً في العالم، كما ارتفع عدد متعاطيه من 17 مليون شخص عام 2013 إلى 25 مليون شخص عام 2023".
وأضافت، أن "تكلفة الإخفاق في مواجهة أثر تعاطي المخدرات عالمياً عالية بالفعل، إذ شهد العالم نحو نصف مليون حالة وفاة في عام 2021، وهو واقع يهدد السلامة والأمن والصحة، ويدفع بأرباح هائلة إلى الجماعات الإجرامية المنظمة مع تفاقم سباق هذه الجماعات نحو النفوذ والسيطرة".
وأشارت إلى، أن "معالجة مشكلة المخدرات بجميع أشكالها تقف كأولوية قصوى لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في المنطقة، وكتركيز محوري في الإطار الاستراتيجي، بما في ذلك الاستراتيجية العالمية للمكتب، والإطار الإقليمي للدول العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية، وكذلك مذكرة التفاهم المبرمة مع مجلس وزراء الداخلية العرب، وفي عدد من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
ولفتت إلى، أن "المكتب يعمل بناء على طلب السلطات الوطنية بشكل وثيق على تطوير الاستجابات الصحية للمخدرات، ومنع التعاطي بين الشباب، وتعطيل الاتجار بالمخدرات والتدفقات المالية المرتبطة بها، وتفكيك الجماعات الإجرامية المنظمة، وهو ما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الهدف الثالث الخاص بضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية ورفاهية، وكذلك الهدف السادس عشر الخاص بتعزيز المجتمعات السلمية والشاملة من أجل التنمية المستدامة".
وأضافت، أن "المكتب يشيد بجهود حكومة العراق في تنفيذ سياسات وطنية شاملة لمكافحة المخدرات تعالج جانبي العرض والطلب معاً، بما يجسد النهج المتوازن والمتكامل انسجامًا مع الاتفاقيات الدولية للأمم المتحدة".
وتابعت: "نحن نفخر بأننا نعمل على هذا الملف بالتعاون مع الحكومة، ولا سيما وزارة الداخلية والمديرية العامة لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية منذ عام 2019، مرتكزين على تعزيز القدرات التحقيقية والجنائية، وتطوير تحليل الاستخبارات الجنائية، ودعم جهود ضبط الحدود وتعميق التعاون".
وأشارت إلى، أنه "تم إطلاق أول تقرير بحثي واسع النطاق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حول ديناميكيات تهريب المخدرات عبر العراق والشرق الأوسط، وذلك بالشراكة مع حكومة العراق خلال العام الماضي، في مؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات، وقد شكل هذا التقرير، بوصفه الأول من نوعه في المنطقة، خطوة مفصلية أسهمت بشكل كبير في رفع مستوى الاهتمامين الإقليمي والدولي بالمشكلة المتسارعة للمخدرات الاصطناعية".
وأكدت في ختام الكلمة: "الالتزام التام لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) بالعمل والمشاركة مع حكومة العراق والمنطقة في جهودهم لمواجهة التهديد المتصاعد للمخدرات، خدمةً للسلامة العامة ولأجيالنا القادمة".