04/12/2025
اسرة و مجتمع 17 قراءة
هل هناك من فوائد لمضغ العلكة؟

الاشراق
الاشراق | متابعة.
مضغ العلكة من تلك العادات اليومية التي يعرفها الجميع حول العالم ويمارسونها من دون تفكير. معظمنا يستخدمها كطريقة سريعة لإنعاش النفس، لكن تقارير علمية حديثة، من بينها تقرير نُشر في Times of India، ومقال على موقع الجامعة الأميركية في بيروت يستعرض نتائج أبحاث منشورة، تؤكد أن الموضوع أعمق بكثير. فهذه الحركة الصغيرة للفك تتحول إلى أداة متعددة التأثيرات تمتد إلى الصحة الإدراكية، وتنظيم التوتر، والذاكرة، بل وحتى الأداء الرياضي وصحة الفم.
أولاً: لماذا يمضغ الرياضيون العلكة؟
يشير موقع Times of India إلى أن عدداً متزايداً من الرياضيين يُرى يمضغ العلكة خلال المباريات. السبب؟ تأثير مباشر على هرمونات التوتر والقدرة الإدراكية على التحمّل.
-المضغ الإيقاعي يحرّك مسارات عصبية مرتبطة باليقظة وتنظيم المشاعر.
-يساعد الدماغ على تفسير المضغ كإشارة «أمان»، مما يخفض مستويات الكورتيزول.
-يعزّز تدفق الدم إلى مناطق مرتبطة بالتركيز وردّ الفعل.
وأعاد مقطع فيديو واسع الانتشار على إنستغرام للمدرّبة الرياضية غورجيت كاور تسليط الضوء على سبب رؤية الرياضيين يمضغون العلكة خلال المباريات. يساعدهم مضغ العلكة على ضبط التنفس، تقليل قلق الأداء، وتحسين التنسيق بين العين واليد. وفي دراسة نُشرت في Scientific Journal of Sport and Performance، لوحظ تحسن في سرعة رد الفعل والأداء الذهني خلال المنافسات عالية الضغط.
ثانياً: مضغ العلكة يخفض التوتر والضغط النفسي
ربطت مجموعة من الأبحاث مضغ العلكة بتنظيم التوتر، بحسب تقرير نشره موقع الجامعة الأميركية في بيروت. ومن أبرز النتائج:
-الحركة الإيقاعية للمضغ تنشّط مراكز في الدماغ مسؤولة عن الاسترخاء.
-ترتبط العملية بخفض هرمون الكورتيزول وفق قياسات لعاب المشاركين.
-يساعد المضغ في خلق «حالة ذهنية هادئة» في مواقف مثل الامتحانات، المواعيد النهائية أو ضغط العمل.
ففي دراسة أجريت عام (2018)، تبين أن مستويات التوتر انخفضت لدى الأشخاص الذين مضغوا العلكة مرتين يومياً لمدة 20 دقيقة. وفي بحث آخر أجري عام (2009)، كانت مستويات الكورتيزول أقل بشكل واضح لدى من يمضغون العلكة مقارنة بغير الماضغين.
ثالثاً: كيف يعزز مضغ العلكة الذاكرة؟
وضع عالم النفس البريطاني أندرو سكولي تفسيرين محتملين:
*فرضية الإنسولين والحُصين
يقترح سكولي وجود ارتباط بين إفراز الإنسولين أثناء المضغ وبين مستقبلاته في الحُصين (الجزء المسؤول عن تحويل الذاكرة قصيرة الأمد إلى طويلة الأمد). ويقول إن هذا قد «يعزّز وظيفة الذاكرة»، لكنه ما يزال افتراضياً.
*زيادة تدفق الدم للدماغ
في دراسة أُجريت عام 2002، لوحظ ارتفاع معدل ضربات القلب أثناء المضغ، مما يزيد تدفق الدم والأكسجين للدماغ، وهو ما قد يعمل كـ «معزّز إدراكي».
رابعاً: مضغ العلكة يساعد في تنظيم الشهية
حتى من دون نكهة أو رائحة، يمكن للمضغ أن يقلل الشعور بالجوع. إذ يعمل كتشتيت يمنع الأكل العاطفي أو الاندفاعي، كما يحرق المضغ حوالى 11 سعرة حرارية في الساعة. ليست بديلاً من الرياضة، لكنها وسيلة بسيطة لحرق قليل من السعرات بلا مجهود.
خامساً: مفيد لصحة الفم
وفقاً لجمعية طب الأسنان الأميركية: مضغ العلكة الخالية من السكر لمدة 20 دقيقة بعد الطعام قد يساعد في الوقاية من تسوّس الأسنان.
إذ إنه يزيد إفراز اللعاب، فيزيل بقايا الطعام، ويُعادل أحماض البكتيريا، ويوزّع معادن مثل الكالسيوم والفوسفات التي تقوّي مينا الأسنان.
خلاصة
سواء أكنت طالباً في الجامعة تحاول التركيز قبل الامتحان، أم موظفاً تهرب من القلق أثناء العمل، أم رياضياً تبحث عن أداة دقيقة لضبط الأداء تحت الضغط، فإن قطعة صغيرة من العلكة قد تُحدث فرقاً ملموساً.
لكن، لا توجد «قطعة علكة سحرية» لحلول الحياة الكبرى. هي فقط أداة بسيطة… لكنها فعّالة.