30/10/2025
ثقافة و فن 19 قراءة
"إسرائيل" مذعورة.. الصحافة العالمية في أرض الإبادة!

الاشراق
الاشراق | متابعة.
تستعدّ إسرائيل لـ«معركة إعلامية كبرى» مع عودة الصحافيين الأجانب إلى غزة بعد عامين من العزل، عبر خطة دعائية تُظهرها كـ«طرف ملتزم بالقانون الدولي» وتبرّر الدمار الهائل. غير أنّها تخشى «القصص الإنسانية» والصور الميدانية التي قد تفضح روايتها وتُعيد مأساة غزة إلى واجهة العالم
تتحضّر إسرائيل لما تصفه بـ«المعركة الإعلامية الكبرى» مع اقتراب دخول الصحافيين الأجانب إلى قطاع غزة، بعد نحو عامين من عزله بالكامل عن التغطية الدولية المباشرة، بالترافق مع استهداف مئات الصحافيين الفلسطينيين لكتم صوت وصورة الإبادة.
التحضير لخطة دعائية
كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ جهات رسمية في تل أبيب، من وزارة الخارجية إلى إدارة الديبلوماسية العامّة ووحدة المتحدّث باسم «جيش» الاحتلال، تعقد اجتماعات متواصلة لوضع خطةٍ دعائية تُظهِر إسرائيل كـ«طرفٍ ملتزم بالقانون الدولي» وتُلقي بالمسؤولية الكاملة على حركة «حماس».
تنسيق إعلامي عسكري
وفقاً لتقرير الصحيفة، فإنّ إسرائيل ستسمح قريباً بدخول الصحافيين الأجانب إلى القطاع، لكن تحت مرافقة مباشرة من قوات الاحتلال حتى ما يُعرف بـ«الخط الأصفر». ويُتوقّع أن تُنظَّم زيارات ميدانية تُعرَض فيها مشاهد مصوّرة لما تدّعي تل أبيب بأنّه «استخدام «حماس» للمدنيين دروعاً بشرية» وبناء الأنفاق تحت المدارس والمستشفيات.
تجهيز «موادّ بصرية وشروحات ميدانية» تبرّر القصف الواسع للقطاع
في هذا الإطار، يستعدّ المسؤولون المشاركون في الاجتماعات لما سمّوه «موجة التقارير الإنسانية» التي ستركّز على قصص الناجين والمشاهد المروّعة في القطاع، والتي قد تُعيد إشعال الانتقادات العالمية ضد إسرائيل بعدما خفّت حدّتها مع وقف إطلاق النار، بحسب وصفهم.
تجميل الجريمة
وفقاً لما نشرته «يديعوت أحرونوت»، تعتبر الجهات الإسرائيلية أنّ الدمار الهائل في غزة يمثّل «أرضاً خصبة للدعاية المعادية لإسرائيل». ولهذا تعمل وحدات «الجيش» ووزارة الخارجية على تجهيز «موادّ بصرية وشروحات ميدانية» تبرّر القصف الواسع وتقدّم رواية تدّعي أنّ «كلّ هدفٍ عسكريّ في غزة كان محاطاً بمنازل المدنيين، ما جعل استهدافه حتمياً». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إنّ إسرائيل ستعمل أيضاً على التشكيك في أعداد الضحايا التي أعلنتها وزارة الصحة في غزة، عبر القول إنّ جزءاً من القتلى «توفّوا لأسبابٍ طبيعية» أو إنّ نسبة المدنيين بينهم «منخفضة مقارنةً بشدّة المعارك».
خشية من «القصص الإنسانية»
ورغم هذه الاستعدادات، أقرّ بعض المسؤولين الإسرائيليين بضعف الجاهزية الفعلية، معتبرين أنّ المعركة المقبلة ستكون صعبة لأنّ «الإعلام العالمي سينقل للمرة الأولى وجوه الناس وأصواتهم وسط الركام». وقال أحدهم، وفقاً للصحيفة، إنّ «الصور وحدها كفيلة بتقويض كلّ ما نقوله». تأتي هذه التحضيرات بينما تستعدّ وفود إعلامية دولية لدخول القطاع بمرافقة عسكرية إسرائيلية، في وقتٍ يتوقّع فيه مراقبون أن تعود مأساة غزة إلى واجهة الاهتمام العالمي مع اتّساع رقعة التغطية الميدانية المستقلّة.
تقرير للكاتب علي سرور