28/09/2025
مال و آعمال 84 قراءة
الأجهزة القابلة للارتداء..بوابة الذكاء الاصطناعي؟

الاشراق
الاشراق | متابعة.
تتسابق شركات التكنولوجيا الكبرى اليوم لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي ودمجها في مختلف أجهزتها، من الهواتف المحمولة وأجهزة التلفاز إلى السيارات والأجهزة الذكية القابلة للارتداء مثل الساعات والسماعات والخواتم والنظارات.
لكن اللافت أن هذا السباق لم يعد يقتصر على تحسين الأداء أو توفير خدمات إضافية، بل بات يهدف إلى بناء منظومات مغلقة متكاملة، حيث تسعى كل شركة إلى خلق بيئة رقمية خاصة تضع المستخدم داخل حديقة مغلقة يصعب الخروج منها.
لماذا الأجهزة القابلة للارتداء؟
تُطرح اليوم تساؤلات محورية حول دور الأجهزة القابلة للارتداء في تسهيل الوصول إلى الذكاء الاصطناعي. فالهواتف والحواسيب تتطلب تفاعلاً مباشراً من المستخدم، بينما توفر الساعات الذكية والسماعات والنظارات وصولاً فورياً وسلساً إلى المساعدات الذكية في أي وقت وأي مكان، من دون الحاجة إلى تعطيل الأنشطة اليومية.
على سبيل المثال، يمكن لمستخدم ساعة ذكية أن يستدعي مساعده الذكي أثناء ممارسة الرياضة للحصول على معلومة أو توجيه، من دون الحاجة إلى إيقاف تمرينه أو إخراج الهاتف من جيبه.
الرؤية المستقبلية للشركات
ترى «غوغل» أن الأجهزة القابلة للارتداء هي البوابة المثالية للذكاء الاصطناعي، إذ ترافق المستخدم طوال يومه وتجمع كماً هائلاً من البيانات الحيوية التي يمكن تحليلها لتقديم تجربة شخصية متكاملة.
في المقابل، تراهن «ميتا» على النظارات الذكية لربط الذكاء الاصطناعي بشبكاتها الاجتماعية ومنصاتها الرقمية، فيما تتجه شركات ناشئة مثل «رابيت» نحو تطوير أجهزة صغيرة محمولة قد تحل يوماً محل الهواتف الذكية.
أما شركات أخرى، فتراهن على إدماج الذكاء الاصطناعي في المنازل الذكية أو من خلال روبوتات شخصية صغيرة توضع على المكاتب وتستجيب للأوامر الصوتية.
تحديات وسيناريوهات متضاربة
رغم هذا الزخم، يظل المشهد ضبابياً. فلا أحد يعرف ما هو «الجهاز المثالي» لاستخدام الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل.
فبينما يعتقد البعض أنّ النظارات الذكية ستحل محل الهواتف الذكية، يرى آخرون أن الساعات والخواتم الذكية هي الأكثر عملية. وهناك من يراهن على حلول جديدة بالكامل لم يُكشف عنها بعد، مثل الجهاز السري الذي يعمل عليه كل من الرئيس التنفيذي لـ «أوبن إيه آي» سام ألتمان، والمصمم الشهير جوني إيف.
سرعة التطور… أزمة وفرصة
يشكل التسارع المذهل لتقنيات الذكاء الاصطناعي تحدياً أساسياً لشركات الأجهزة. فالنماذج تتطور بوتيرة تجعل أي رؤية مستقبلية قابلة للتغير في غضون أشهر قليلة، ما يصعّب على الشركات الاستثمار بثقة طويلة المدى.
ومع ذلك، فإن سهولة الوصول إلى الذكاء الاصطناعي عبر الأجهزة القابلة للارتداء قد تكون المفتاح لدمج التقنية بسلاسة في الحياة اليومية، لتصبح جزءاً من الروتين البشري الطبيعي، بدلاً من أن تبقى مجرد أدوات تجريبية أو تقنيات للنخبة.
لا إجابة واحدة صحيحة
في النهاية، لا توجد وصفة سحرية واحدة تضمن النجاح في هذا القطاع الناشئ. فالرهان الحقيقي يكمن في قدرة الشركات على تقديم حالات استخدام ملموسة وذات قيمة، تدمج الذكاء الاصطناعي في تفاصيل الحياة اليومية من دون فرض عبء أو تعقيد على المستخدمين.
وبينما تتعدد الاتجاهات، يبقى المؤكد أن الأجهزة القابلة للارتداء تمثل اليوم البوابة الأكثر ترجيحاً لفتح عصر جديد من الذكاء الاصطناعي الشخصي.