نبذة عن كتاب: «الاستفتاء العام في فلسطين؛ آراء الإمام الخامنئي حول قضيّة فلسطين»

ishraq

الاشراق

الاشراق | متابعة.

ينشر موقع قناة الاشراق  نبذة عن كتاب «الاستفتاء العام في فلسطين؛ آراء الإمام الخامنئي حول قضيّة فلسطين»، تتطرّق إلى أبرز ما جاء في الكتاب من شرح للأطروحة التي قدّمها الإمام الخامنئي حول الحلّ النهائي لقضيّة فلسطين.

القضيّة التي لم تُحلّ منذ سبعة عقود وحتى الآن

إنّ قضية فلسطين هي أقدم أزمة غير محلولة في العالم المعاصر؛ أزمة وُلدت من رحم احتلال الأرض، وتهجير ملايين الأشخاص، والانتهاك المتكرّر لحقوق الإنسان، والحروب المتوالية، لتواجه كلَّ جيلٍ بآلام وأسئلة جديدة. أمّا الحلول التي طرحتها حتى الآن القوى الغربية وبعض الوسطاء الإقليميين، فقد قامت إمّا على «تسويةٍ مفروضة» وإمّا على تقسيماتٍ زائفة لأرض الفلسطينيين تخفي حقيقة الاحتلال. النتيجة واضحة: لم يُحقَّق سلام دائم، ولا التهجير انتهى، ولم يجرِ إرساء الأمن والعدالة. من هذه النقطة المأزومة يبدأ هذا الكتاب: لماذا لم تُجدِ الوصفات المطروحة؟ وأيّ حلٍّ «واقعيّ وعادل وديمقراطي» يمكنه أن يكسر هذه الحلقة المفرغة؟

نقد على مسارات الحلّ الرائجة: من «السلام مع الكيان الغاصب» إلى «التطبيع»

إنّ البنية الغالبة للمبادرات السابقة قد حوّلت فلسطين إلى موضوع للمساومة: التفاوض مع كيانٍ قام على أساس القوّة، القبول بـ«سلطاتٍ ذاتية محدودة الصلاحيات» بدلاً من السيادة الحقيقية، أو السعي إلى تطبيع العلاقات على أمل أن يحلّ الأمريكيّ، الذي يرى نفسه متجبّراً وصاحب القوّة، المشكلة هذه المسارات لم تلتفت لا إلى جذر الأزمة، أي إنكار حقّ تقرير المصير لأصحاب الأرض الأصليين، ولا إلى إرادة الشعب الفلسطيني. نتيجة مثل هذه المقاربات لم تكن سوى مزيدٍ من احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين.

إجراء الاستفتاء العام؛ أطروحة الجمهوريّة الإسلاميّة لحلّ قضيّة فلسطين بوصفه حلّاً عادلاً وديمقراطيّاً

يقدّم هذا الكتاب، عبر جمعٍ منهجي لآراء سماحة آية الله الخامنئي المستندة إلى الإسلام، حلاً واضحاً وقابلاً للاختبار: إجراء استفتاء وطني في كامل أرض فلسطين التاريخيّة بين الفلسطينيّين الأصليّين جميعهم ــ مسلمين ومسيحيّين ويهوداً ــ بعد عودة اللاجئين جميعهم إلى أرضهم، من أجل تحديد هيكليّة الحكم.

في هذا الإطار، تُجمع آراء أصحاب الأرض الحقيقيّين عبر الأسلوب الديمقراطي (الرجوع إلى الرأي العام). أمّا السمات المحوريّة لهذه الخطة، فهي:

1. حقّ العودة للمهجّرين جميعهم إلى أرضهم؛

2. إجراء استفتاء منضبط وشامل بإشراف دولي موثوق؛

3. تشكيل حكومة منتخبة من الغالبيّة الفلسطينيّة على كامل فلسطين؛

4. إيكال اتخاذ القرار بشأن السكان غير الأصليّين المهاجرين إلى الحكومة المنبثقة عن آراء الشعب.



يُبيّن الكتاب أنّ هذا الحلّ لا ينسجم فقط مع المبادئ البديهيّة للسيادة الشعبيّة، بل يتوافق أيضاً مع المعايير المعتبرة في القانون الدولي ــ من حقّ تقرير المصير إلى الالتزامات المتعلّقة بالقانون الإنساني ــ وقد قُدّمت صياغته التنفيذيّة إلى الأمم المتّحدة وجُعلت وثيقةً متاحة للجميع.

 لماذا يُفضي «الاستفتاء العام» إلى نتيجة؟ ثلاثة أبعاد للجدوى

أخلاقي: معيار الحكم هو «حقّ أصحاب الأرض». الخطة لا تُقصي أيّ جماعة دينيّة، بل تعترف باليهود والمسيحيّين الفلسطينيّين إلى جانب المسلمين؛ وهي ترتكز على عدالةٍ محايدة.

حقوقي: حقّ تقرير المصير قاعدة شاملة. الاستفتاء هو أداة تحقيق هذا الحقّ ويتوافق مع السوابق من الآراء الاستشاريّة للهيئات الدوليّة.

عمليّاتي: الكتاب يتجاوز الشعار ليقدّم «خريطة تنفيذ» واضحة: تحديد الهويّة الشاملة للفلسطينيّين وتسجيلها، تشكيل لجنةٍ دوليّةٍ تنفيذيّة بمشاركة ممثّلي الشعب الفلسطيني، إنشاء صندوق دعم، وتصميم آليّة لمراقبة الانتخابات وضمان أمن الناخبين. النتيجة مسارٌ يتضمّن خطوات العودة، ثم الاقتراع، ثم إقامة الدولة، وصولاً إلى اتخاذ القرار بشأن السيادة.

نسبةُ المقاومة والديمقراطيّة في هذا الإطار

يرى هذا الكتاب أنّ نضال الشعب الفلسطيني المشروع ليس بديلاً من الديمقراطيّة، بل هو العامل الذي يفرض تنفيذ الديمقراطيّة: ما لم يُعترف بحقّ التصويت والعودة، تبقى مقاومة الشعب لإجبار المحتلّ على قبول الاستفتاء حقّاً أخلاقيّاً وسياسيّاً. بعبارةٍ أخرى، إنّ المقاومة والاستفتاء العام ضلعان في معادلةٍ واحدة تؤدّي إلى السيادة الفلسطينيّة على كامل فلسطين.

 هيكليّة الكتاب ومضمونه
ينقسم الكتاب إلى فصلين أساسيّين:

يطرح الفصل الأوّل، عبر نقدٍ دقيقٍ لـ«الحلول الفاشلة»، منطقَ الصمود، ورفضَ التسوية المفروضة، وضرورةَ إعادة معيار «الحق».

يشرح الفصل الثاني بالتفصيل «أطروحة الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران»: من مبدأ انتماء فلسطين إلى الفلسطينيّين وحقّهم في تقرير المصير، إلى تفاصيل إجراء الاستفتاء، ونطاق المشاركة، ودور المؤسّسات الدوليّة، والمراحل الأربع للتنفيذ. أمّا ملحق الكتاب، فيتضمّن النصّ الرسمي المرسَل إلى الأمم المتّحدة الذي يوثّق الإطارين القانوني والتنفيذي لـ«الاستفتاء الوطني».

لمن يُوجَّه هذا الكتاب؟
الباحثون وطلّاب دراسات الشرق الأوسط، والقانون الدولي والسلام، والناشطون المدنيّون والإعلاميّون، وصانعو القرار والدبلوماسيّون، والقرّاء جميعهم الذين يبحثون عن حلٍّ عادلٍ وديمقراطيٍّ وقابلٍ للتنفيذ في الوقت نفسه لإنهاء واحدة من أطول النزاعات في هذا القرن ــ هذا الكتاب يقدّم لهم إطاراً نظريّاً، وخريطةً عمليّة، وأسساً قانونيّة، ويجعل قبل كلّ شيء صوتَ الشعب الفلسطيني هو المعيار النهائي لحلّ القضيّة.

«استفتاء فلسطين» هو دعوة للعودة من مأزق الاتفاقات الواهية إلى الطريق الواضح للحقّ والصوت الشعبي. إذا كنّا نريد سلاماً دائماً، فعلينا أن نعيد السيادة إلى أصحابها؛ وهذا الكتاب يبيّن بدقّة الطريق إلى ذلك.

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP