03/09/2025
علوم و تکنولوجیا 35 قراءة
منها "باراسيتامول"..مسكنات تعزز مقاومة المضادات الحيوية!

الاشراق
الاشراق | متابعة.
كشفت دراسة علمية جديدة أجراها باحثون من «جامعة جنوب أستراليا» عن نتائج مثيرة للقلق حول بعض المسكنات الشائعة، أبرزها «إيبوبروفين» و«باراسيتامول»، إذ تبيّن أنها قد تزيد من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية عند استخدامها منفردة، وتفاقم هذه المقاومة عند استخدامهما معاً. ونُشرت الدراسة في مجلة npj Antimicrobials and Resistance بتاريخ 25 آب (أغسطس) الفائت، وفقاً لما أورده موقع EurekAlert.
كيف أُجريت الدراسة؟
عرض الفريق البحثي بكتيريا «الإشريكية القولونية»، وهي من أكثر مسببات التهابات الأمعاء والمسالك البولية، للمضاد الحيوي واسع الطيف «سيبروفلوكساسين» مع مسكني الألم «إيبوبروفين» و«باراسيتامول».
أظهرت النتائج أن البكتيريا طوّرت طفرات جينية إضافية مكنتها من النمو بسرعة أكبر واكتساب مقاومة عالية، ليس فقط ضد «سيبروفلوكساسين»، بل أيضاً ضد مضادات أخرى من فئات مختلفة، ما يزيد من خطورة الأمر.
آليات المقاومة
تقول الدكتورة رييتي فينتر، الباحثة المشاركة في الدراسة: «اكتشفنا أن «إيبوبروفين» و«باراسيتامول» ينشطان دفاعات البكتيريا لطرد المضادات الحيوية وتقليل فعاليتها، وهو ما يفسر تضاعف المقاومة».
وأضافت أن سوء استخدام المضادات الحيوية على مستوى العالم كان سبباً رئيسياً في تفاقم المقاومة البكتيرية، لكن الجديد أن أدوية غير مرتبطة مباشرة بالمضادات قد تؤدي دوراً في تعزيز هذه الظاهرة.
أدوية أخرى تحت المجهر
لم تقتصر الدراسة على مسكني الألم، بل شملت تسعة أدوية شائعة الاستخدام، بينها:
* «ديكلوفيناك» (مسكن للألم ومضاد للالتهابات).
* «فوروسيميد» (مدر للبول).
* «ميتفورمين» (لعلاج السكري).
* «أتورفاستاتين» (لخفض الكوليسترول).
* «ترامادول» (مسكن ألم قوي).
* «تيمازيبام» (لعلاج مشكلات النوم).
* «سودوإيفيدرين» (مزيل احتقان).
وأظهرت النتائج أن بعض هذه الأدوية قد يتفاعل مع المضادات الحيوية بطرق غير متوقعة، ما يسلّط الضوء على خطورة المزج العشوائي للعلاجات الطويلة الأمد.
دعوة إلى الوعي والبحث
أوضحت فينتر أن هذه النتائج لا تعني التوقف عن استخدام الأدوية المذكورة، بل التعامل معها بوعي أكبر ودراسة تأثيراتها التداخلية مع المضادات الحيوية، خصوصاً في دور رعاية المسنين، إذ غالباً ما يُعالج المرضى بمزيج من الأدوية.
ودعا الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات للتأكد من هذه النتائج وتوسيع فهم التفاعلات الدوائية، بما يساعد الأطباء على وصف العلاجات بشكل أكثر أماناً وفعالية.