03/09/2025
دولي 31 قراءة
وثائق موقع "Declassified " ..إعلام بريطانيا في جيب إسرائيل!

الاشراق
الاشراق | متابعة.
كشفت وثائق حصل عليها موقع Declassified UK الاستقصائي عن لقاءات غير معلنة جمعت جنرالاً إسرائيلياً رفيع المستوى مع رؤساء تحرير مؤسسات إعلامية بريطانية كبرى، في وقت كان الجيش الإسرائيلي يشنّ حملة قصف دموية على قطاع غزة خلّفت آلاف الشهداء والجرحى.
حبر لندن الأحمر
وفق الوثائق المنشورة، وبعد شهر واحد فقط من بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وصل رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إلى لندن في جولة نظّمها جيش الاحتلال ووزارة الخارجية الإسرائيلية بهدف تحسين صورة إسرائيل في الغرب.
بالإضافة إلى ذلك، تلفت الوثائق إلى أن كوخافي التقى سرّاً برئيسة تحرير صحيفة «الغارديان»، كاثرين فاينر، ومدير الأخبار في «بي بي سي»، ريتشارد بورغس، ورئيسة تحرير صحيفة «فايننشال تايمز»، رولا خلف. كما كان من المقرر أن يجتمع مع رئيس قناة «سكاي نيوز» ومسؤولين بريطانيين، بينهم وزير الخارجية في حكومة الظل ديفيد لامي.
هذه اللقاءات جرت في وقت كانت فيه التقارير تؤكد أن قوات الاحتلال قتلت أكثر من عشرة آلاف فلسطيني في غزة، بينهم آلاف الأطفال، وسط تصريحات إسرائيلية علنية ذات طابع إبادي.
سجل دموي
لا يعدّ كوخافي مجرد قائد سابق للجيش، بل شخصية مرتبطة مباشرة بانتهاكات موثقة ضد الفلسطينيين. فقد دافع عن استهداف الصحافية شيرين أبو عاقلة عام 2022، واعتبر تدمير برج يضم مكتب وكالة «أسوشييتد برس» في غزة «مُبرراً»، واصفاً جنوده الذين نفذوا القصف بـ«الشجعان».
كما يتباهى رئيس الأركان السابق عن إعطائه أوامر إطلاق النار على المتظاهرين السلميين في «مسيرات العودة» عام 2018، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 200 فلسطيني بينهم 46 طفلاً.
الإعلام كأداة للتأثير
وفقًا للوثائق، هدفت جولة كوخافي إلى «تعزيز اتجاه الدعم لإسرائيل» في الغرب. وأكد مسؤولون إسرائيليون أن الإعلام البريطاني يمثل «هدفاً رئيسياً» في هذه الحملة الدعائية، معتبرين أن «التأثير على المؤثرين» جزء أساسي من إدارة المعركة السياسية بالتوازي مع الحرب العسكرية.
من جهتها أقرّت المؤسسات الإعلامية البريطانية المعنية بحصول اللقاءات ولكنها وصفتها بأنها «جزء من العمل الصحافي الطبيعي». غير أن خبراء الإعلام يرون أن السرية التي أحاطت بها، والتوقيت الذي تزامن مع تصاعد المجازر في غزة، يطرحان تساؤلات حول الشفافية والانحياز.
بدوره قال الأستاذ في جامعة لندن، ديس فريدمان، إن «عقد لقاءات مغلقة مع مسؤول عسكري يقود حملة إبادة جماعية يضر بمصداقية هذه الصحف، ويعزز الانطباع الشعبي بأن إسرائيل تُعامل بامتياز غير مبرر، بينما يتم تهميش الصوت الفلسطيني».
انحياز متواصل
تأتي هذه المعلومات في سياق انتقادات متصاعدة للإعلام البريطاني بسبب ما وُصف بـ«تبييض الجرائم الإسرائيلية» أو ترديد الرواية الرسمية لتل أبيب دون مساءلة. فقد كشف موظفون في الغارديان عن جمع «أمثلة واسعة» على نشر تصريحات إسرائيلية غير مدققة، فيما وُجهت اتهامات إلى محررين في «بي بي سي» بإدارة التغطية بما يضمن صورة إيجابية لإسرائيل.
ما وراء الكواليس
تكشف هذه التسريبات أن المعركة على الرأي العام لا تقل ضراوة عن المعركة على الأرض. بينما يُدفن آلاف الفلسطينيين تحت الركام في غزة، تسعى إسرائيل إلى كسب معركة السردية في غرف التحرير المغلقة بلندن، مستغلة النفوذ السياسي والإعلامي لحماية صورتها من الاتهامات بالإبادة الجماعية.