19/04/2025
تقاریر 18 قراءة
"الغارديان" عن المحاربين القدامى في أمريكا.. لماذا يناصرون غزة؟

الاشراق
الاشراق | متابعة.
أشار تقرير "الغارديان" إلى تحوّل جذري في مواقف قدامى المحاربين الأمريكيين الذين خدموا في حروب مثل العراق وأفغانستان، حيث بدأوا برفض سياسة واشنطن الداعمة للعدوان الإسرائيلي على غزة.
فبعد مشاهدتهم الدمار الذي لحق بالمدنيين الفلسطينيين، خصوصًا الأطفال، خلال القصف الإسرائيلي المكثف، شعروا بأن هذه الأحداث تُذكّرهم بـ"جرائم عايشوها أو شاركوا فيها"، مما دفعهم إلى تحويل خبرتهم العسكرية إلى أدوات لكشف "الفجوة الأخلاقية" في الرواية الإسرائيلية والأمريكية.
من أبرز الأمثلة:
- غريغ ستوكر (مُحارب سابق في أفغانستان)، الذي حوّل حسابه على إنستغرام من منصة شخصية إلى قناة تحليلية ناقدة تضم 350 ألف متابع، حيث يفنّد مزاعم الجيش الإسرائيلي، مثل ادعاء تدمير "مخبأ إلكتروني" لصناعة "سترات انتحارية"، مؤكدًا أن الصور تُظهر أدوات شحن عادية في ظل انقطاع الكهرباء.
- الرائد هاريسون مان (ضابط استخبارات سابق)، الذي استقال من منصبه احتجاجًا على دعم واشنطن للعدوان، ليصبح أعلى مسؤول أمريكي ينسحب بسبب هذه الحرب.
2. توسع دائرة الرفض: من المنظمات إلى الشارع
لم تكن الاحتجاجات فردية، بل تحولت إلى حركة منظمة:
- منظمة "قدامى المحاربين من أجل السلام": تضاعف عدد المنتسبين إليها 3-4 مرات خلال عام، وفقًا لجوش شورلي (نائب رئيس المنظمة)، الذي أشار إلى أن "مشاهدة فظائع غزة أثارت إحساسًا عميقًا بالذنب" لدى العسكريين السابقين.
- مسيرات أمام مصانع الأسلحة: نظّم المحاربون اعتصامات أمام مراكز صناعية مثل "لوكهيد مارتن"، مطالبين بوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل، مستندين إلى قوانين أمريكية مثل "قانون ليهي" الذي يمنع الدعم العسكري لجهات تنتهك حقوق الإنسان.
3. استراتيجيات الضغط: من الكونغرس إلى الرأي العام
اعتمد المحاربون على أدوات متعددة للتأثير:
- زيارات مكثفة لمكاتب الكونغرس: سلّموا رسائل تطالب بوقف التمويل العسكري لإسرائيل والتحقيق في انتهاكات محتملة لـاتفاقيات جنيف، مستخدمين أدلة من صور وتسجيلات تُظهر ضحايا مدنيين.
- توظيف وسائل التواصل الاجتماعي: مثل حملة جوزفين غيلبو (ضابطة استخبارات سابقة)، التي جمعت آلاف الصور لأطفال غزة قُتِلوا في القصف، قائلة: "أرى الحقيقة بعينيّ، لا أحتاج إلى إعلام منحاز".
4. رفض "النفاق" الأمريكي: تحطيم الصورة الذاتية
كشف المحاربون عن تناقضات في الخطاب الأمريكي:
- يبيكا روبرتس (ضابطة سابقة): وصفت الرواية الأمريكية بـ"النفاق" خلال مشاركتها في مظاهرة ضد خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة، مؤكدة أن "الولايات المتحدة ليست المنقذ، بل المعتدي".
- غريغ ستوكر: وجّه رسالة مباشرة للشباب الأمريكي عبر بثّ حي من تايمز سكوير: "لا تضيّعوا شبابكم في حروب غير أخلاقية".
5. التداعيات المحتملة: تحدّي السردية الرسمية
قد تؤدي هذه الحركة إلى:
- تآكل الدعم الشعبي للحروب الخارجية: خاصة مع تنامي الوعي بأثر الأسلحة الأمريكية على المدنيين، كما حدث في غزة حيث أدت القنابل زنة 1000 رطل إلى انفجارات ثانوية تقتل ضمن دائرة نصف قطرها 50 مترًا.
- ضغوط على صنّاع القرار: مع تصاعد المطالبات بتفعيل قوانين مثل "قانون مراقبة تصدير السلاح"، قد تواجه الإدارة الأمريكية تحديات قانونية وأخلاقية في استمرار دعمها لإسرائيل.
السياق الأوسع: الحرب على غزة كـ"جرح نازف"
تتفاعل هذه الاحتجاجات مع واقع مأساوي في غزة:
- أزمة إنسانية غير مسبوقة: تشمل نقصًا حادًا في الماء والغذاء والدواء، وتشريد 1.5 مليون فلسطيني، وتدمير 70% من البنية التحتية.
- تصاعد الانتقادات الدولية: مع تقارير عن جرائم حرب، مثل الهجمات على المستشفيات واستخدام الفوسفور الأبيض، والتي سلطت عليها تقارير سابقة في حروب غزة.
في النهاية، تُظهر حركة قدامى المحاربين أن "الصدمة الأخلاقية" قد تكون أقوى من الأيديولوجيا، وأن صوت الضمير الإنساني قادر على اختراق جدران الدعاية الحربية.