25/12/2024
ثقافة و فن 30 قراءة
اكتشاف أثري نادر يكشف أسرار الحياة الآخرة في مصر القديمة
الإشراق | متابعة.
عثر فريق من العلماء في أسيوط في مصر على مقبرة نادرة، تعود للكاهنة "إيدي" وتكشف أسرار الحياة الآخرة في مصر القديمة.
وقال عالم المصريات الألماني، يواخيم كال إن الاكتشاف "جديد ومثير" خاصة أن المقبرة "ظلت مخفية لقرون وتحتوي على تابوتين مزخرفين بدقة مذهلة، بالإضافة إلى تماثيل وأواني جنائزية لأسرار الطقوس الجنائزية في مصر القديمة".
ودفن في المقبرة نحو 10 آلاف شخص، مع تركيز خاص على دفن الأثرياء.
ورغم أن قبر الكاهنة "إيدي" قد أغفله الباحثون لقرون، اعتبر كال هذا الاكتشاف "ضربة حظ بحتة" مشيراً إلى أنه "من النادر العثور على مقبرة في مصر اليوم بكامل محتوياتها نسبياً".
وتقع المقبرة في جبل من الحجر الجيري يبلغ ارتفاعه نحو 200 متر.
وشمل الاكتشاف الأثري الجديد حجرة دفن تحتوي على تابوتين خشبيين متداخلين، مزخرفين برسومات ونصوص دقيقة، وهي علامة على الرفاهية. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على تماثيل، خنجر، وأواني للأحشاء (تسمى الأواني الكنوبية)، من بين أشياء أخرى.
وقال كال إن مومياء "إيدي" مزقها لصوص القبور في العصور القديمة، إذ لم يعثر على عظامها في التابوت، بل كانت مكدسة في زاوية في حجرة الدفن.
وكانت "إيدي" كاهنة للإلهة حتحور، وحملت لقب "سيدة البيت"، مما يثبت أنها كانت امرأة من عائلة ثرية، ويقدّر العلماء أنها عاشت نحو 40 عاماً.
وتضمنت النصوص الطقسية المنقوشة على التابوت ألغازاً اختبارية يتعين على "إيدي" اجتيازها، وفقاً لمعتقدات المصريين القدماء.
وأضاف أنه تم أيضاً رسم قائمة قرابين على الجزء الداخلي من غطاء التابوت لترافق "إيدي" في طريقها إلى الآخرة، والتي شملت خبزاً وجعة وزيتاً وأقواساً وسهاماً وألفي قيثارة، من بين أمور أخرى.
وتقع حجرة الدفن إلى جانب ممر رأسي بعمق 14 متراً داخل مقبرة والدها "جفاي حابي الأول"، والتي يعود تاريخها إلى نحو عام 1880 قبل الميلاد.
وتحدث كال عن العمل الشاق في ظل درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية وهواء رطب، مضيفاً أن العمل تطلب جرأة وكثيراً من الشغف.
وبحسب عالم المصريات الألماني فقد جرت أعمال التنقيب بالتعاون مع جامعة سوهاج (مصر)، وجامعة كانازاوا (اليابان)، والأكاديمية البولندية للعلوم.
وأوضح كال أن هذا الاكتشاف "لا يعدو كونه لبنة صغيرة لفهم تاريخ أسيوط بشكل أفضل".
وخلال الشهور المقبلة، سيجري فحص اكتشافات غرفة الدفن من قبل مجموعة من الخبراء في مجالات تحليل المواد الخشبية، الترميم، الآثار، الأنثروبولوجيا، التصوير الفوتوغرافي، وفنيي التنقيب، إضافة إلى علماء المصريات. كما سيتم فحص الممر الأفقي بعناية. وحول مصير إيدي بعد اكتمال الفحوص، قال كال: "ستتم إعادتها إلى الجبل".