الموقف المصري تجاه قرار نتنياهو احتلال محور صلاح الدين (فيلادلفيا)

ishraq

الاشراق|متابعة 

تكشف الانتقادات المصرية الحادة رغبة القاهرة في وقف الحرب، وخيبة أملها حيال فشل مساعي الوساطة من أجل وقف إطلاق النار، كما تكشف أيضاً الأهمية التي توليها مصر لمحور صلاح الدين (فيلادلفيا) ومعبر رفح.

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي تمسكه بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، ودعّم موقفه بقرار من المجلس الأمني السياسي (الكابينيت) بشأن الاحتلال الإسرائيلي الدائم للمحور، الأمر الذي أثار ردات فعل مصرية غاضبة، منها الاتهام الصادر عن وزارة الخارجية المصرية لنتنياهو بإفشال مساعي الوسطاء للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وحمّلته مسؤولية التصعيد الإقليمي المتوقع، في ضوء التعنت الإسرائيلي.

اتخذت مصر منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة مواقف سياسية واضحة تجاه العدوان الإسرائيلي؛ انطلاقاً من مصالحها القومية في المقام الأول، وإدراكها المخططات الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، بالعمل على تحويل القطاع من تهديد على الاحتلال الإسرائيلي إلى مشكلة مصرية- فلسطينية، من خلال تهجير الشعب الفلسطيني من غزة باتجاه مصر، وتقديم إغراءات للنظام المصري للتعاون مع مخطط التهجير، بيد أن الموقف المصري كان حاسماً وقاطعاً برفض مخطط التهجير، وإجهاض المساعي الإسرائيلية لتهجير مواطني قطاع غزة نحو مصر، الأمر الذي لم ينجح بسبب عاملين، الأول الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في غزة، على الرغم من حرب الإبادة الإسرائيلية عليه، ونزوح نحو مليون فلسطيني إلى رفح على تخوم الحدود المصرية- الفلسطينية، والعامل الثاني تمسك القاهرة بموقفها الرافض لكل أشكال التهجير.

على الرغم من الموقف المصري تجاه رفض تهجير الفلسطينيين من غزة، وبسبب فشل مخطط التهجير، رفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مستوى مجازرها وجرائمها في غزة، بهدف إيصال رسالة دموية أحد معالمها استبدال مخطط التهجير بمخطط حرب الإبادة، والتدمير الممنهج والشامل لغزة، وتحويل غزة إلى مكان غير صالح للحياة، ما سيجبر ما تبقى من مواطنين على الرحيل عن غزة غير الصالحة للحياة، والوجهة الرئيسية للفلسطينيين ستكون مصر وفقاً للمسعى الإسرائيلي، والهدف إحداث تغيير ديموغرافي في غزة، يترافق مع تغيير جغرافي، وفي القلب منه احتلال محور صلاح الدين  (فيلادلفيا) بما يقتطع مساحة تصل إلى 14 كيلو متراً مربعاً من قطاع غزة.

سعت مصر منذ بدء العدوان على غزة إلى استخدام الأداة الدبلوماسية الناعمة والوساطة النشطة لوقف الحرب، من دون اتخاذ خطوات دبلوماسية "خشنة" كاستدعاء السفير المصري من "تل أبيب" أو طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، كما لم تلجأ إلى توجيه اننقادات علنية "حادة" لحكومة نتنياهو، واكتفت ببيانات الشجب والإدانة، بيد أن القرار الإسرائيلي الأخير تجاه محور صلاح الدين (فيلادلفيا) أغضب القيادة المصرية، التي وجهت انتقادات علنية حمّلت فيها لأول مرة حكومة نتنياهو المسؤولية عن إفشال مساعي وقف إطلاق النار وإنجاز صفقة تبادل الأسرى، وتوجيه مصادر رسمية مصرية الاتهام لنتنياهو بمحاولة الهروب من فشله في غزة عبر تحميل مصر المسؤولية عن محاولات تهريب السلاح إلى غزة عبر الأنفاق، الأمر الذي لم تنفه مصر فقط، بل نفته مصادر إسرائيلية أكدت أن النظام المصري منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي تمكّن من إغلاق الأنفاق كافة.

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP